للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غزوة بني النضير كانت بعد بئر معونة، مستدلًا بقوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ﴾ (١) قال: وذلك في قصة الأحزاب.

قال في الفتح (٢): وهو استدلال واهٍ، فإنَّ الآية نزلت في شأن بني قريظة، فإنهم هم الذين ظاهروهم؛ أي: الأحزاب، وأما بنو النضير فلم يكن لهم في الأحزاب ذكر، بل كان من أعظم الأسباب في جمع الأحزاب ما وقع من إجلائهم فإنه كان من رؤوسهم حيي بن أخطب، وهو الذي حسن لبني قريظة الغدر وموافقة الأحزاب حتى كان من هلاكهم ما كان فكيف يصير السابق لاحقًا، انتهى.

والأحاديث المذكورة في الباب فيها دليل على أن من مصارف الخمس قربى رسول الله .

وقد تقدم [الخلاف] (٣) في ذلك.

وروى أبو داود (٤) في حديث: "أن أبا بكر كان يقسم الخمس نحو قسم رسول الله غير أنه لم يكن يعطي قربى رسول الله ، وكان عمر يعطيهم منه وعثمان بعده.

وقد استدلّ من قال: إن الإمام يقسم الخمس حيث شاء، بما أخرجه أبو داود (٥) وغيره عن ضباعة بنت الزبير قالت: "أصاب النبيّ سبياً، فذهبت أنا وأختي فاطمة نسأله، فقال: سبقتكما يتامى بدر.

وفي الصحيح (٦) أن فاطمة بنت رسول الله اشتكت ما تلقى من الرحى مما تطحن، فبلغها أن النبيّ أتي بسبي، فأتته تسأله خادماً فذكر الحديث وفيه: "ألا أدلكما على خير مما سألتما"، فذكر الذكر عند النوم.

قال إسماعيل القاضي (٧): هذا الحديث يدلّ على أن للإمام أن يقسم


(١) سورة الأحزاب، الآية: (٢٦).
(٢) (٧/ ٣٣٠).
(٣) في المخطوط (ب): (الكلام).
(٤) في سننه رقم (٢٩٨٤) بسند ضعيف.
(٥) في سننه رقم (٢٩٨٧). وهو حديث صحيح.
(٦) البخاري في صحيحه رقم (٦٣١٨).
(٧) ذكره الحافظ في "الفتح" (٦/ ٢١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>