للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (وتقاة نتقيها) أي ما نتقي به ما يردّ علينا من الأمور التي لا نريد وقوعها بنا.

قوله: (قال هي من قدر الله) أي لا مخالفة بينهما؛ لأن الله هو الذي خلق تلك الأسباب وجعل لها خاصيةً في الشفاء.

قوله: (لا يسترقون … إلخ) سيأتي الكلام على الرقية والكيّ.

وأما التطير فهو من الطيرة (١) بكسر الطاء [المهملة] (٢) وفتح المثناة التحتية. وقد تسكن، وهي التشاؤم بالشيء، وكان ذلك يصدّهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع وأبطله ونهى عنه.

والأحاديث في الطيرة متعارضةٌ، وقد وضعت فيها رسالة مستقلة (٣).

وقد استُدِلَّ بهذا الحديث والذي بعده: على أنه يكره التداوي.

وأجيب عن ذلك بأجوبة، قال النووي (٤): لا مخالفة، بل المدح في ترك الرقى، المراد بها: الرقى التي هي من كلام الكفار، والرقى المجهولة، والتي بغير العربية، وما لا يعرف معناه، فهذه مذمومة لاحتمال أن معناها كفر، أو قريب منه، أو مكروه.

وأمَّا الرقى بآيات القرآن، وبالأذكار المعروفة؛ فلا نهي فيه بل هو سنةٌ.

ومنهم من قال في الجمع بين الحديثين: أن الوارد في ترك الرقى: للأفضلية، وبيان التوكل؛ وفي فعل الرقى: لبيان الجواز، مع أن تركها أفضل.

وبهذا قال ابن عبد البرّ (٥) وحكاه عمَّن حكاه، والمختار الأول.

وقد نقلوا الإِجماع على جواز الرقى بالآيات، وأذكار الله .


(١) النهاية (٢/ ١٣٤).
(٢) ما بين الحاصرتين سقط من المخطوط (ب).
(٣) بعنوان "إتحاف المهرة بالكلام عن حديث: "لا عدوى ولا طيرة" وهي الرسالة رقم (٥٣) من "الفتح الرباني من فتاوى الشوكاني" (٤/ ١٩٣١ - ١٩٦٣) بتحقيقي.
(٤) في شرحه لصحيح مسلم (٣/ ٩٣).
(٥) في "التمهيد" (١٥/ ٣٧٢ - ٣٧٥ - الفاروق).

<<  <  ج: ص:  >  >>