وابن أبي ليلى ولد قبل وفاة عمر بست سنين، كما نقله ابن أبي حاتم في المراسيل بإسناده (ص ٤٧) وعمر قتل سنة (٢٣) فيكون ابن أبي ليلى ولد سنة (١٧ تقريبًا). وعليّ قتل سنة (٤٠) فكانت سن ابن أبي ليلى إذ ذاك نحو (٢٣) سنة. وأما ما نقله الشوكاني في الطعن في (يزيد بن أبي زياد) فإن أكثره لم نجده في كتب الرجال، وأظن أنه اشتبه عليه الأمر فنقل كلام بعضهم في (يزيد بن زياد)، ويقال: ابن أبي زياد القرشي الدمشقي" وهو خطأ. فإن الذي معنا (يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي أبو عبد الله الكوفي) ويزيد هذا ضعفه بعضهم من قبل أنه شيعي، ومن قبل أنه اخثلط في آخر حياته، والحق أنه ثقة، قال ابن شاهين في الثقات: "قال أحمد بن صالح المصري: يزيد بن أبي زياد ثقة، ولا يعجبني قول من تكلم فيه". وقال ابن سعد في "الطبقات" (٦/ ٢٣٧): "وكان ثقة في نفسه، إلا أنه اختلط في آخر عمره فجاء بالعجائب". ونقل الذهبي في الميزان عن شعبة أنه قال: "كان يزيد بن أبي زياد رفاعًا". ونقل عنه أيضًا أنه قال: "ما أبالي إذا كتبت عن يزيد بن أبي زياد أن لا أكتب عن أحد" وهذا نهاية التوثيق من شعبة، وهو إمام الجرح والتعديل، والثقة إذا خالف غيره نظرنا في أمره، ولم يخالف يزيد أحدًا في هذا الحديث، بل رواه غيره كروايته، كما سيأتي، فقد أصاب الترمذي في تصحيحه، وأخطأ الشوكاني فيما صنع" اهـ. (١) في "سننه" (١/ ١٤٢ - ١٤٣ رقم ٢٠٧). (٢) في "سننه" (١/ ٩٧ رقم ١٥٦). (٣) في "سننه" (١/ ١٦٩ رقم ٥٠٥). وهو حديث صحيح. (٤) في "المصنف" (١/ ٩٠ - ٩١). (٥) الباب الثامن عند الأحاديث (٢/ ٣٨٠)، (٢١/ ٣٩)، (٢٢/ ٤٠). (٦) في "سننه" (١/ ١٩٧).