للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا كان رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، وهكذا كان أصحاب رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، تراهم يطبقون القرآن كما نزل، ويعملون بسنة رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - كما تلقوها من مشكاة النبوة، يعملون بالقرآن صافيًا نقيًّا كما أنزل، حتى أن أحدهم يكون قرآنًا يمشي على الأرض، ولذلك كان الناس يتسارعون ويتسابقون إلى الدخول في دين اللّه.

[لماذا؟]

لما كانوا يرون من استقامة الصحابة - رضي الله عنهم -، ولما كانوا يرون من عملهم - رضي الله عنهم - بتطبيق ما تلقوه عن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -.

قال عبد اللّه بن مسعود: "كنا إذا تعلمنا من رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - عشر آيات، لا نتجاوزهن حتى نتعلم ما فيهن من العلم والعمل" (١).

ولا شك أن سعادة المرء موقوفة على العمل بما علم، فإن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من عمل بما علم أورثه اللّه تعالى علم ما لم يعلم" (٢)، ويقول تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة: ٢٨٢].

فإذا ما تعلم الإنسان علمًا، ولو كان العلم قليلًا، ولو كان المتعلم شابًّا صغيرًا في مراحل التعليم الأُولى، فطبق العلم الذي تعلمه،


= إبراهيم مصلى. فنزلت: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: ١٢٥] وآية الحجاب، قلت: يا رسول اللّه! لو أمرت نساءك أن يحتجبن، فإنه يكلمهن البر والفاجر. فنزلت آية الحجاب. واجتمع نساء النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - في الغيرة عليه، فقلت لهن: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ}. فنزلت هذه الآية".
(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (١/ ٨٠) عن ابن مسعود، قال: "كانَ الرجل مِنَّا إذا تعلَّم عَشْرً آياتٍ لم يجاوزهُنّ حتى يعرف معانيهنَّ، والعملَ بهنَّ".
(٢) معنى حديث أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١٠/ ١٥) عن أنس بن مالك: "أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من عمل بما يعلم، ورثه اللّه ما لم يعلم"". وقال الألباني في (السلسلة الضعيفة) (٤٢٢): "موضوع". وذكره السبكي ضمن أحاديث "الإحياء" التي لم يجد لها سندًا. انظر "طبقات الشافعية" (٦/ ٢٩٠).
وضعفه أيضًا العراقي في تخريج أحاديث "الإحياء"، وقال: "أخرجه أبو نعيم، وضعفه".

<<  <  ج: ص:  >  >>