للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالَّذين قالوا بعُذْر الناسي، وصحَّة صلاته، لهم وجهٌ، ولهم أدلتُهُم، وهي أدلة صحيحة كما بينَّا، وكذلك أيضًا مَنْ يتكلمون عن المغلوب أو الجاهل (١).

أمَّا من يتكلم عمدًا؛ فالظاهر أنَّ صلاته باطلةٌ إذا كان لإصلاح الصلاة، وَسَبَق تفصيل ذلك (٢).

قال المصنف رحمه الله تعالى:

(البَابُ الثَّامِنُ: فِي مَعْرِفَةِ النِّيَّةِ، وكَيْفِيَّةِ اشْتِرَاطِهَا فِي الصَّلَاةِ)

" النيَّة": أصلها "نِوْيَة"، اجتمعت الواو والياء في كلمةٍ، فسبقت إحداهما في السكون، وهذه قاعدة صرفية معروفة مطردة (٣)، فقلبت الواو ياءً؛ فسارت "نية"، ثم أدغمت إحدى الياءين؛ فصارتا "نية" (٤).

والحقيقة، أنه مهما تكرر الكلام عن النية، فلا بد أن نبيِّنه؛ نَظرًا لأهمِّيَّتها، وكَمَا هو معلومٌ أن النية محلها القلب، وهي الإخلاص؛ لأن الإخلاص إنما هو عمل القلب.

وقَدْ مَرَّ معنا في اشتراط النية فِي الوضوء والحج، وهاهنا نجدد


(١) سبق.
(٢) سبق.
(٣) انظر: "علل النحو"، لابن الوراق (ص ٤٧٩)، وفيه قال: "ومتى اجتمعت الواو والياء، والأول منها ساكن قُلبَت الواو ياءً، إذا كان الأول واوًا، وأدغمت الأول في الثاني".
(٤) النيَّة أصلُها نِوْيَة، أُدغِمت الواو في الياء، ووزنها فِعْلَة، واللغة الثانية خُفِّفت بحذف الواو، ووزنُها: فِلَّةٌ، بحذف العين. انظر: "تاج العروس"، للزبيدي (٤٠/ ١٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>