للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(البَابُ السَّابِعُ فِي مَعْرِفَةِ التُّرُوكِ التِي هِيَ شُرُوطٌ فِي صِحَّةِ الصَّلَاةِ)

(وَأَمَّا التُّرُوكُ المُشْتَرَطَةُ فِي الصَّلَاةِ، فَاتَّفَقَ المُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ مِنْهَا قَوْلًا، وَمِنْهَا فِعْلًا).

التُّرُوك في الصلاة، منها أفعالٌ يجب على الإنسان أن يَتْركها؛ كالأَكْل، والشُّرْب، ومنها أقوالٌ كالكلام والضحك (١)، وهناك أشياء أخرى تَعْرض للمصلِّي، منها قولٌ، ومنها فعلٌ، ومنها ما يُبْطل الصلاة، ومنها ما لايُبْطلها، مثل:

١ - الأكل والشرب؛ فإنهما يبطلان الصلاة (٢).

٢ - الكلام، ومنه العَمْد لمصلحةٍ أو لغير مصلحةٍ، أو لما له علاقة بالصلاة (٣)، وقَدْ يكون ناسيًا أنه في صلاةٍ، وقَدْ يكون ظانًّا أن الصلاة قد انتهت، وقد يغلبه الكلام في الصلاة بدون قصدٍ لا سيما إذا كان بَكَّاءً، فَتأوَّه أو قال: "آه"، ونحو ذلك، وقد يكون مُكرَهًا على الكلام بأن يُهدَّد وهو يصلي، وقد ينعس فيتفوَّه بتمتماتٍ (٤).


(١) قال ابن المنذر: "وأجمعوا على أن الضحك يفسد الصلاة". انظر: "الإجماع" (ص ٣٩).
(٢) قال ابن المنذر: "وأجمعوا على أن المصلي ممنوع الأكل والشرب. وأجمعوا على أن مَنْ أكل وشرب في صلاته الفرض عامدًا أن عليه الإعادة". انظر: "الإجماع" (ص ٣٩).
(٣) قال ابن المنذر: "وأجمعوا على أن مَنْ تكلم في صلاته عامدًا، وهو لا يريد إصلاح شيءٍ من أمرها، أن صلاته فاسدة". انظر: "الإجماع" (ص ٣٩).
(٤) التمتمة في الكلام ألا يبين اللسان، يخطئ موضع الحرف فيرجع إلى لفظ كأنه التاء والميم. انظر: "العين"، للخليل (٨/ ١١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>