للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كِتَابُ الحَجْرِ]

والحَجر في اللغة: هو المنع، حُجِرَ على فلان أن يفعل كذا، أي: مُنِع وضُيِّق عليه (١)، ولذلك سُمِّي العقل حجرًا؛ لأنه يمنع صاحبه من ارتكاب ما يقبح وما يشين وما فيه ضرر (٢)، وهذا الإنسان أعمل عقله وتصرف تصرف العقلاء، أما إذا لم يعمل عقله فتجده يتصرف تصرف المجانين والسفهاء، والله سبحانه وتعالى أعطانا هذه العقول لندرك بها فتعرف ما ينفع فنفعله وما يضر فنجتنبه، وأرشدنا إلى التفكر في هذه العقول وأن نستخدمها فيما ينفع، ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى: {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (٥)} أي: ذِي عَقلٍ (٣)، فينبغي أن يُستخدم هذا العقل الذي ميَّرْه الله سبحانه وتعالى به على الحيوان وفضله به على من فقد عقله، فعليه أن يدرك هذه النعمة وأن يستغلَّ هذا العقل وأن يصرفَه فيما ينفعه وتستقيم به أحوالُه.


(١) قال ابن سيده: "الحَجْرُ، المَنْع، حَجَرَ عليه يَحْجُرُ حَجْرًا وحُجْرًا وحُجْرَانًا وحِجْرانًا، منع منه. ولا حُجْرَ عنه، أي: لا دفع". انظر: "المحكم والمحيط الأعظم" (٣/ ٦٧).
(٢) قال ابن دريد: "الحجر: العقل. والحَجر والحِجر: الحرام. وبه سمي الرجل حجرًا. وفي التنزيل: {حِجْرًا مَحْجُورًا}، أي: حرامًا محرمًا". انظر: "جمهرة اللغة" (١/ ٤٣٦).
(٣) انظر: "معاني القرآن"، للأخفش (١/ ٣١٣). وهو قول ابن عباس كما أخرجه ابن أبي شيبة (٥/ ٢٦٦)، وفيه: {قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ}، قال: "النُّهَى، والعقلُ".

<<  <  ج: ص:  >  >>