للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المصنف رحمه اللَّه تعالى:

(البَابُ الأَوَّلُ: القَوْلُ فِي الوِتْرِ)

لعلَّ المُؤلِّف بدَأ بالوتر للاختلاف فيه بَيْن الوُجُوب وعدمه؛ فالكلام يتعلَّق بحكمه.

ولأنَّ الكلام فيه متشعب -مع أنه ليس فيه إلا قولان- ولعله قدمه مع أنه عندما ذكره في المقدمة قدم عليه ركعتي الفجر، ولكن لما في بحث الوتر من تفصيلٍ في معرفة حكمه، ووقته، وصفته، وما فيه من قنوتٍ، وغيره من الأحكام المترتبة عليه، وما يتعلَّق بعدده أيضًا.

وَالوِتْر بكَسْر الواو وفَتْحها (١)، وقَوْله تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣)} [الفجر: ٣] بفتح الواو.

* قوله: (وَاخْتَلَفُوا فِي الوِتْرِ فِي خَمْسَةِ مَوَاضِعَ، مِنْهَا فِي حُكْمِهِ،


= اللَّه ورسوله، وكلمة اللَّه وروحه، فيقول: لستُ هناكم، ائتوا محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم-، عبدًا غفر اللَّه له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتوني، فأنطلق حتى أستأذن على ربي، فيؤذن لي، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدًا، فيدعني ما شاء اللَّه، ثم يقال: ارفع رأسك، وسَلْ تُعْطه، وقل يسمع واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأحمده بتحميد يُعلِّمنيه، ثم أشفع فيحد لي حدًّا، فأدخلهم الجنة، ثم أعود إليه، فإذا رَأيتُ ربي مثله، ثم أشفع فيحد لي حدًّا، فأدخلهم الجنة، ثم أعود الرابعة، فأقول: ما بقي في النار إلا مَنْ حبسه القرآن، وَوَجب عليه الخلود"، قال أبو عبد اللَّه: إلا مَنْ حبسه القرآن، يعني قول اللَّه تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا}.
(١) "الوتر": الفرد، وتُكْسر واوه وتفتح، فاللَّه واحد في ذاته، لا يقبل الانقسام والتجزئة، واحدٌ في صفاته، فلا شبه له، ولا مثل، واحد في أفعاله، فلا شريك له، ولا معين. انظر: "النهاية" لابن الأثير (٥/ ١٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>