للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[شرح قصة العسيف]

- قوله: (وَكَذَلِكَ مَا خَرَّجَ أَهْلُ الصّحَاحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجُهَنِيِّ أَنَّهُمَا قَالَا: "إِنَّ رَجُلًا مِنَ الأَعْرَابِ أَتَى النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ).

الأعراب هم من يسكنون البادية وهم معروفون بالجرأة؛ ولذلك لما نزل قول الله تعالى: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: ١٠١] وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنما هلك من كان قبلكم لكثرة سؤالهم" (١) كان الصحابة -رضي الله عنهم- يتوقفون عن سؤال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض الأمور والرسول يخشى أن يُسأل عن أمر فيُفرض عليه، فكانوا يُسَرُّون إذا جاء الأعرابي فيدفعونه -وربما أكرموه- ليسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بعض الأمور (٢).

- قوله: (قَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَنْشُدُكَ الله إِلَّا قَضَيْتَ لِي بِكِتَابِ الله؟).

يعني يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يحكم بينهما بكتاب الله.

- قوله: (فَقَالَ الخَصْمُ، وَهُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ: نَعَمْ، اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ الله).

وصف الثاني بأنه كان أفقه منه، وفي الحديث: "من يُردِ اللهُ به خيرًا يُفَقهه في الدِّين" (٣) يعني: من توفيق الله سبحانه للعبد أن يكون على فقهٍ


(١) أخرجه البخاري (٧٢٨٨)، ومسلم (١٣٣٧).
(٢) معنى حديث أخرجه مسلم (١٢) عن أنس بن مالك، قال: "نهينا أن نسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن شيء، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل، فيسأله، ونحن نسمع … " الحديث.
(٣) أخرجه البخاري (٧١)، ومسلم (١٠٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>