للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الله والله عزيز حكيم" (١)، وذلك في محضر من الصحابة ولم ينكر عليه أحد منهم.

وهذه كانت آية مثبتة في سورة الأحزاب (٢)، ولكن نسخ رسمها وبقي حكمها، وإنما نسخت رسمًا عن القرآن تكريمًا للشيخ والشيخة؛ لأن مكانتهم ينبغي أن تكون حصنًا وحافظًا لهما من الوقوع في ذلك، ولذلك من الذين لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: أُشَيْمِط زان (٣).

مناظرة عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- للخوارج (٤):

ذُكِر أنهم دخلوا عليه فقالوا: إن مما نأخذ عليكم أنكم تقولون بالرجم، والرجم ليس في كتاب الله، وإنما الذي في كتاب الله عزَّ وجلَّ


(١) ذكر آية الرجم ليست في الصحيحين، وإنما أخرجها النسائي في السنن الكبرى (٧١١٨)، عن عمر بن الخطاب، بلفظ: "وَقَدْ قَرَأنَاهَا: (الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا أَلْبَتَّةَ … ) "، وصححها الألباني لشواهدها في "السلسلة الصحيحة" (٢٩١٣).
(٢) أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (٧٣١٢)، عن أبي بن كعب، قال: "كم تعدون سورة الأحزاب آية؟ قلنا: ثلاثًا وسبعين. فقال أبي: "كانت لتعدل سورة البقرة وأطول ولقد كان فيها آية الرجم: (والشيخ والشيخة فارجموهما ألبتة نكالًا من الله والله عزيز حكيم) "، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٢٩١٣).
(٣) أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٦/ ٢٤٦): عن سلمان مرفوعًا بلفظ: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: أشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله بضاعة، لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه"، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (٥٣٨٣)، وأصله في صحيح مسلم (٢١١).
(٤) ذكر هذه المناظرة: أبو الحسين المَلَطي العسقلاني في كتاب: "التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع" (ص: ١٨٥)، حيث قال: "وقال حسان بن فروخ: سألني عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- عما تقول الأزارقة؟ فأخبرته فقال: ما يقولون في الرجم؟ فقلت: يكفرون به. فقال: الله أكبر كفروا بالله ورسوله، وحدث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما رجم ماعز بن مالك فلما أصابته الحجارة صرخ، فقال بعض القوم: أبعده الله فزجره عليه السَّلام، وقال: إنها كفارة له".

<<  <  ج: ص:  >  >>