أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد أرشدنا إلى طاعة أولي الأمر، وذلك في أحاديث كثيرة، وحض الإنسان على ذلك، حتى وإن ضُرب، أو أُخذ ماله فعليه أن يسمع، ويطيع (١).
أما وجود مثل هذه الأمور فهذه قد تؤدي إلى الخلاف أكثر، مما قد تؤدي إلى الوفاق.
فلا يلزم تحقق عدل الإمام لتدفع له الزكاة، وإنما المهم أن يأخذ الزكاة ويصرفها في مصارفها.
ومصارف الزكاة تولى اللَّه عزَّ وجلَّ بيانَها بنفسه -كما سيأتي ذلك- ولم يترك ذلك لنبيٍّ، ولا لغيره.
فقد حدد اللَّه تعالى مَن تُصرف لهم الزكاة ونص على أنهم ثمانية -
(١) يشير إلى الحديث الذي أخرجه مسلم (١٨٤٧) وغيره، عن حذيفة بن اليمان: قلت: يا رسول اللَّه، إنا كنا بشر، فجاء اللَّه بخير، فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: "نعم". قلت: هل ورأء ذلك الشر خير؟ قال: "نعم". قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال: "نعم". قلت: كيف؟ قال: "يكون بعدي أئمةٌ لا يهتدون بهداي، ولا يستنُّون بسنَّتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس". قال: قلت: كيف أصنع يا رسول اللَّه، إن أدركت ذلك؟ قال: "تسمعُ وتطيعُ للأمير، وإن ضَرب ظهرَك، وأخذَ مالك، فاسمعْ وأَطِعْ".