للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَصَلَّى الله عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا)

(كِتَابُ التَّدْبِيرِ) (١)

والنَّسَقُ الذي صار عليه المؤلفُ هو أيضًا ما صار عليه غيرُه من الفقهاء، فأنتم ترون بأنه تَحَدَّث أولًا عن العتق، وهو أهم هذه الأمور، والتي تأتي في الرتبة الأولى، فما أفضل وأجمل وأحسن من أن يعتق الإنسانُ رقبةً مسلمة! فقد مَرَّ بنا ما يترتب على ذلك من الفضل، وأن الله سبحانه وتعالى يعتق بكل عضو من أعضاء ذلك الذي أَعتق تلك الرقبة يعتق به عضوًا من النار (٢)؛ اليَد باليَد والرِّجْل بالرِّجل والفَرْج بالفَرْج (٣)، رأينا ذلك كله وتحدثنا عنه، ثم بعد ذلك أشرنا ضمن كتاب (العِتق) إلى


(١) التدبير: هو أن يُدَبِّر الرجل عبدَه أو أَمَته، فيقول: هذا حر بعد موتي. انظر: " مفاتيح العلوم "، للخوارزمي (ص: ٣٩). وانظر: " المصباح المنير "، للفيومي (١/ ١٨٨).
(٢) أخرجه البخاري (٢٥١٧)، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أَيُّما رجل أعتق امرءًا مُسلمًا، استنقذ الله بكل عضو منه عضوًا منه من النار "، وأخرجه مسلم (٢١/ ١٥٠٩)، بلفظ: " من أعتق رقبة مؤمنة، أعتق الله بكل إرب منها إربًا منه من النار ".
(٣) أخرجه أحمد في " المسند " (٩٤٤١) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " مَن أعتق رقبة مؤمنة، أعتق الله بكل إرب منها إربًا منه من النار، حتى إنه ليعتق باليد اليد، وبالرجْل الرجْل، وبالفرج الفرج "، وكذا أخرجه البيهقي في " الكبرى " (٦/ ٤٤٧)، وصححه الألباني في " الإرواء " (١٧٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>