(٢) الذين ضعفوا حديث طارق بن شهاب لم يتعرضوا للقدح في صحبته، وإنما حملوه على الإرسال من أنه رأى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يسمع منه، والأكثرون على قبول روايته. قال الحافظ ابنُ حَجَر: "رأى طارق بن شهاب النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو رجل. ويقال: إنه لم يسمع منه شيئًا. قال البغويُّ: ونزل الكوفة. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: ليست له صحبة. والحديث الذي رواه مرسل. قلت: قد أدخلته في الوحدان، قال: لقوله: رأيت النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-. قلت: إذا ثبت أنه لقي النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فهو صحابيٌّ على الرَّاجح، وإذا ثبت أنه لم يسمع منه فروايته عنه مرسل صحابيّ، وهو مقبول على الرَّاجح. وقد أخرج له النَّسائيّ عدَّة أحاديث، وذلك مصير منه إلى إثبات صحبته. وأخرج له أبو داود حديثًا واحدًا، وقال: طارق رأى النَّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يسمع منه شيئًا". انظر: "الإصابة في تمييز الصحابة" (٣/ ٤١٣، ٤١٤).