للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* فائدة:

ابن عبد البر له كتابان مشهوران جليلَا القدر: "التمهيد" المعروف، و"الاستذكار"، وكلاهما شرح لـ "موطأ مالك"، لكن هذا عني به من جانب الحديث، والآخر عني بالمسائل الفقهية، وإن لم يُغفل هذا وذاك (١).

وقد سبق التنبيه أن المؤلف عُمدته في نقل آراء العلماء إنما هو كتاب "الاستذكار"؛ لأنه نَصَّ في موضعٍ على أنه عوَّل في نقل آراء العلماء عليه؛ فإن قُدِّر أنْ وَهِمَ في "الاستذكار" فربما يقع المؤلف هنا تباعًا.

والمؤلف في حقيقة الأمر قد يقع في وهمٍ في نقل المذاهب والآراء؛ لأنه ربما ينقل القول على أنه مشهور، أو راجح؛ فيتبيَّن أنه المرجوح أو الضعيف في المذهب.

* قوله: (وَحَدِيثُ عَلِيٍّ المُتَقَدِّمُ أَثْبَتُ عِنْدَ أَهْلِ النَّقْلِ، لِأَنَّ حَدِيثَ عَبْدِ اللَّه بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ انْفَرَدَ بِهِ الإِفْرِيقِيُّ، وَهُوَ عِنْدَ أَهْلِ النَّقْلِ ضَعِيفٌ) (٢).


(١) يُنظر: "سير أعلام النبلاء" للذهبي (١٨/ ١٥٧) حيث قال: "وقال أبو علي الغساني: ألّف أبو عمر في "الموطأ" كتبًا مفيدة منها: كتاب "التمهيد" رتبه على أسماء شيوخ مالك، على حروف المعجم، وهو كتاب لم يتقدمه أحد إلى مثله. . قال ابن حزم: لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله فكيف أحسن منه، ثم صنع كتاب "الاستذكار" شرح فيه "الموطأ" على وجهه. وانظر: "تذكرة الحفاظ" للذهبي (٣/ ٢١٧).
(٢) ضعفه أحمد ويحيى بن معين وابن المديني وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان. انظر: "تهذيب الكمال" للمزي (١٧/ ١٠٦).
وقال البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٢٥٠): لا يصح وعبد الرحمن بن زياد ينفرد به وهو مختلف عليه في لفظه، ولا يحتج به، كان يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي لا يحدثان عنه لضعفه وجرحه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين وغيرهما من الحفاظ.
وقال الدارقطني في "العلل الواردة في الأحاديث النبوية" (١/ ٢٣٥): "وعبد الرحمن بن زياد ضعيف لا يحتج به".

<<  <  ج: ص:  >  >>