للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا الكبر، ولا التفاخر، ولا أن يقهر المساكين (١)، ولا شك أنه إظهار لنعم اللَّه سبحانه وتعالى، لكن ينبغي أن يكون لبسه في حدود المشروع، فلا يلبس الحرير، ولا يلبس ثيابًا لا تجوز للرجال مما تختص بالنساء، فيظهر الإنسان بمظهر حسن، وهذا أمر مطلوب، وهو من بيان نعمة اللَّه سبحانه وتعالى، بل هو من شكر العبد لنعم اللَّه سبحانه وتعالى.

قال المصنف رحمه اللَّه تعالى:

(البَابُ الرَّابِعُ فِي صَلَاةِ السَّفَرِ)

هذا باب جديد، سنقف على كثير من أحكامه، وعلى مواطن كثيرة من أسراره، واللَّه سبحانه وتعالى أنزل هذه الشريعة ليحكم بها بين عباده، ولم يدع سبحانه وتعالى حكم الناس إلى نفوسهم؛ لأن الناس مهما سمَت عقولُهم إلى المعرفة، ومهما بلغوا الدرجات العالية من الذكاء والفطنة


= " (وندب) لمريد حضورها (تحسين هيئة) كقص شارب وظفر ونتف إبط واستحداد إن احتاج لذلك وسواك؛ وقد يجب إن أكل كثوم (وجميل ثياب) وهو هنا الأبيض ولو عتيقًا بخلاف العيد فيندب الجديد ولو أسود".
وانظر في مذهب الشافعية: "مغني المحتاج"، للشربيني (١/ ٥٦٣)، وفيه قال: " (و) يسن (أن يتزين) حاضر الجمعة الذكر (بأحسن ثيابه وطيب) لحديث "من اغتسل يوم الجمعة ولبس من أحسن ثيابه. . . الحديث. وأفضل ثيابه البيض، لخبر: "البسوا من ثيابكم البياض فإنها خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم"".
وانظر في مذهب الحنابلة: "شرح منتهى الإرادات"، للبهوتي (١/ ٣٢٠)، وفيه قال: " (و) سن أيضًا (لبس أحسن ثيابه) لوروده في بعض ألفاظ الحديث (وهو) أي أحسن الثياب (البياض) قال في الرعاية: وأفضلها البياض".
(١) ومما جاء في ذم هذا ما أخرجه مسلم (٢٠٨٨/ ٥٠)، عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: "بينما رجل يتبختر، يمشي في برديه قد أعجبته نفسه، فخسف اللَّه به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة".

<<  <  ج: ص:  >  >>