للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(كِتَابُ الغُسْلِ)

" الوَضوء"، بفتح الواو: اسمٌ لما يُتوضأ به أي: للماء، وإذا ضُمَّت فقيل: الوُضُوء، فهو فعل الوضوء، ومثله أيضًا الطَّهُور اسم لما يُتَطهر به، والطُّهوُر هو الفعل، ولذلك ورد في الحديث الصحيح: "الطُّهوُرُ - بضم الطاء - شطر الإيمان" (١).

أما الغُسْل - بالضَّمِّ - اسم مصدر الخماسي "اغتسل"، وبالفتح على أنه مصدر الثلاثي "غسل".

والفقهاء دائمًا يَقُولون: الغُسْل، بضم الغين، وبعض أهل اللغة من المتأخرين الَّذين جاؤوا بعد القرون الثلاثة الأولى يقولون: إن هذا خطأٌ من الفقهاء، وهذا غير صحيح، وتتبعهم النووي في كتابه الذي عُني فيه بتهذيب الأسماء واللغات (٢)، وبيَّن خطأ من خَطَّا الفقهاء في المسألة،


(١) أخرجه مسلم (٢٢٣).
(٢) قال النووي: "غسل: الغَسْل بالفتح: مصدر غسل الشيء غسلًا، والغِسْل بالكسر: ما يُغْسل به الرأس من سدر وخطمي ونحوهما، والغُسْل بالضَّمِّ: اسمٌ للاغتسال، واسمٌ للمَاء الذي يغتسل به، وهو أيضًا جمع غَسول بفتح الغين، وهو ما يغسل به الثوب من أشنان ونحوه. وفي "المهذب" في حديث ميمونة رضي الله تعالى عنها: "أدنيت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - غُسلًا من الجنابة". وفي حديث قيس بن سعدٍ - رضي الله عنه -: "أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فَوَضعنا له غُسلًا"، الغُسْل في هذين الحديثين مضموم الغين، والمراد به الماء الذي يُغْتسل به كما تقدم، وهذا الذي ذكرته من ضمِّ الغين في هذين الحديثين مجمع عليه عند أهل اللغة والحديث والفقه وغيرهم". انظر: "تهذيب الأسماء واللغات" (٤/ ٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>