للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي قالت: "حَزَرَتُ"، ففهم من كلمة "حَزَرَت": أن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يَجهر؛ لأن كلمة "حَزَرَت" قولٌ مبنيٌّ على الظن والتخمين، ولو كان الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- قد جهر بها لما احتاجت عائشة إلى أن تقول: "حَزَرَتُ"؛ لأن الحزر إنَّما هو الظن والتخمين والتقدير.

٢ - حديث عبد اللَّه بن عباسٍ المتفق عليه أنه قال: "قام رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قيامًا طويلًا نحو قراءة البقرة"، يعني: في صلاة كسوف الشمس، فدلت كلمة "نحو" على أنه لم يَسمع، وإلا لو سمع لقال: قرأ البقرة.

٣ - حديث عبد اللَّه بن عباس الذي ينصُّ على أنه وقف إلى جنب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو في صلاة الكسوف فلم يَسمع منه قِرَاءة (١).

٤ - حديث سَمُرة: "أنَّه صَلَّى مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلاة الكسوف، فلم يَسمع منه صوتًا" (٢).

٥ - قياس صلاة الكسوف على صلاة الظهر؛ لأنَّ هذه صلاة نهار وتلك صلاة نهار، وصلاة الظهر لا يجُهر فيها، كذلك -أيضًا- صلاة الكسوف في النهار لا يُجهر فيها، بجامع أن كلًّا منهما صلاة، وأنها تُؤدى في النهار.

ثانيًا: أدلة القائلين بالجهر:

يستدلون -أيضًا- بأدلة من السنة، وبأقوالٍ جاءت عن الصحابة، وبأفعالٍ رُويت عنهم.

١ - ثبت القولُ بالجهر عن عليِّ بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه-، ونُقل -أيضًا-


(١) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٦٧٣)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- الكُسُوفَ، فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ فِيهَا حَرْفًا مِنَ القُرْآنِ"، وحَسَّنه الأرناؤوط.
(٢) أخرِجهْ الترمذي (٥٦٢) عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، قَالَ: "صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِي كُسُوفٍ لَا نسْمَعُ لَهُ صَوْتًا"، وقال: "حديث حسن صحيح".

<<  <  ج: ص:  >  >>