للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(البَابُ الثَّالِثُ فِيمَا يَكُونُ بِهِ القَضَاءُ وَالقَضَاءُ يَكُونُ بِأَرْبَعٍ: بِالشَّهَادَةِ، وَبِاليَمِينِ، وَبِالنُّكُولِ … ).

معنى النكول (١): الرجوع والتوقف؛ فالبينة على المدعي، واليمين على المدعى عليه، فإذا نكل المدعى عليه عن اليمين، فحينئذ تتحول إلى المدعي.

* قوله: ( … وَبِالإِقْرَارِ، أَوْ بِمَا تَرَكبَ مِنْ هَذِهِ. فَفِي هَذَا البَابِ أَرْبَعَةُ فُصُولٍ).

يعني هذه عناوين، أو مدخل إلى الباب، ذكره المؤلف، وبعد ذلك يبدأ في تفصيله، وسيبدأ بالشهادة، والشهادة مهمة، ولذلك نجد أن اللّه تعالى أكثر من ذكرها في كتابه العزيز، {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} [البقرة: ٢٨٢]. وقال: {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ} {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} [البقرة: ٢٨٢].

إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة، فنجد أن اللّه تعالى ذكر أمر الشهادة، ونوّه بها في مواضغ عديدة في كتابه العزيز، فقال: {إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ} [البقرة: ٢٨٢] إلى آخر الآيات، ثم ذكر أيضًا الشهادة.

* قوله: (الفَصْلُ الأَوَّلُ: فِي الشَّهَادَةِ وَالنَّظَرُ فِي الشُّهُودِ فِي ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ: فِي الصِّفَةِ … ).

أي: سيأتي بيان صفاتهم من العدالة والبلوغ أو غير بالغ، وصفته ذكر أو أنثى، صغير أو كبير.


(١) النكول عن اليمين: الامتناع منها. انظر: "العين" للفراهيدي (٥/ ٣٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>