للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَكْتُومٍ"، "لا يمنعنَّ أحدًا منكم أذان بلال" ثم بيَّن العلة: "فإنه يؤذِّنُ بليل"؛ حتى يتهيأ الناس للصلاة.

* قوله: (وَهُوَ نَصٌّ فِي مَوْضِعِ الخِلَافِ أَوْ كَالنَّصِّ، وَالمُوَافِقُ لِظَاهِرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا} الآيَةَ. وَمَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ يَجِبُ الإِمْسَاكُ قَبْلَ الفَجْرِ، فَجَرْيًا عَلَى الِاحْتِيَاطِ، وَسَدًّا لِلذَّرِيعَةِ، وَهُوَ أَوْرَعُ القَوْلَيْنِ، وَالأوَّلُ أَقْيَسُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ).

فهؤلاء الذين يقولون بالإمساك قبل الفجر أخذوا بالأحوط حتى لا يقع الإنسان في المحذور؛ فمن يفعل هذا فإنه يفعله ورعًا، لكن الموافق للقياس هو الذي في نصِّ الآية.

* قوله:

(الرُّكْنُ الثَّانِي وَهُوَ الإِمْسَاكُ

وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ يجِبُ عَلَى الصَّائِمِ الإِمْسَاكُ زَمَانَ الصَّوْمِ عَنِ المَطْعُومِ وَالمَشْرُوبِ وَالجِمَاعِ) (١).

وهذه المسألة قد ورد النص فيها في كتاب اللَّه، فقال اللَّه تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ}، ثم قال: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ}.

وجاء أيضًا في أحاديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومن ذلك الحديث المتفق عليه في قصة الأعرابي الذي جاء إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقال: يا رسول اللَّه: هلكت، قال: "ما أهلكك؟ " قال: وقعتُ على أهلي في نهار رمضان. . .


(١) تقدَّم الكلام عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>