للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" (١) يكون العبد قريبًا من ربه -صلى اللَّه عليه وسلم- في سجوده؛ لأن أعز ما في الإنسان هو وجهه فإذا وضعه على التراب ومرغه ذليلًا منقادًا، خاضعًا منطرحًا بين يدي اللَّه -سبحانه وتعالى- فهذه هي غاية الذل وغاية الانقياد وغاية الطاعة وغاية الاستسلام للَّه -سبحانه وتعالى- وتسليم الأمر إليه، فإذا ما ألقى نفسه على الأرض؛ واستجبت للَّه بكل جوارحك وبكل حاسة، إذًا أنت قريب للَّه -سبحانه وتعالى- فاصدق في عبادتك، فأخلص للَّه -سبحانه وتعالى- سينجيك من كل سوء ويحفظك -سبحانه وتعالى- من كل عدو يتربص بك الدوائر.

[السجود الذي يكون للنسيان]

* قوله: (مِنْ قِبَلِ النِّسْيَانِ لَا مِنْ قِبَلِ العَمْدِ).

الذي يُخل في صلاته متعمدًا فهذا متلاعبٌ، فلو أنَّ إنسانًا تعمد ترك ركن؛ بطلت صلاته.

* قوله: (وَإِمَّا عِنْدَ الشَّكِّ فِي أَفْعَالِ الصَّلَاةِ).

وإما بسبب شك قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا شَكَّ أحدُكُم في صلاتِهِ فلم يَدرِ كَم صلَّى" (٢).

* قوله: (فَأَمَّا السُّجُودُ الَّذِي يَكُونُ مِنْ قِبَلِ النِّسْيَانِ لَا مِنْ قِبَلِ الشَّكِّ، فَالكَلَامُ فِيهِ يَنْحَصِرُ فِي سِتَّةِ فُصُولٍ).

هذه كلها مقدمات ذكرها المؤلف -رحمة اللَّه-.


(١) أخرجه مسلم (٤٨٢) من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-.
(٢) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>