فالرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- بين لنا أنَّ الشيطان لن يتركنا، فالشيطان لا يترك المرء إلا إذا وافقه في هواه واطمئن إليه وعرف أنه مشى في ركابه وأصبح من جنده، لكن هناك صنف من الناس قد اصطفاهم اللَّه -سبحانه وتعالى- وتحدى إبليس بذلك لما قال {. . . فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٢) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٨٣)} [ص: ٨٢، ٨٣].
فهذه شريعة عظيمة لا يبلى عزها على طول الزمان، ولا تفنى بكثرة ما يؤخذ منها من أحكام، وما يصدر منها من فتاوى، وما يحدث من حوادث فتجيب عليها، وهي شريعة باقية لا تنضب، فلنعرف لهذه الشريعة قيمتها.
الصلاة تقوم على أقوال وأفعال، فالأفعال كالركوع والسجود والجلوس، والأقوال كقراءة الفاتحة، وكالتسبيح كقولك:"سبحان ربي العظيم" ثلاثًا في الركوع، وقولك:"سبحان ربي الأعلى" ثلاثًا في السجود، وكقول الإمام:"سمع اللَّه لمن حمده"، وكقول الإمام المأموم:"ربنا لك الحمد"، وكقول المصلي بين السجدتين:"رب اغفر لي"، إلى غير ذلك من الأدعية المعروفة المشهورة في الصلاة.
(وقد يحصل من الإنسان خطأ في الأذكار كأن يقرأ القرآن في الركوع، وقد نهى الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- عن قراءة القرآن في الركوع فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنِّي نُهيتُ أن أقرأَ القرآن راكعًا أو ساجدًا، أما الركوع فعظموا فيه الرّب، وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء؛ فقمِنٌ أن يستجاب لكم") (١).
أي: حريٌّ أن يستجاب لكم؛ كما جاء في الحديث الآخر:
(١) أخرجه مسلم (٤٧٩) من حديث عبد اللَّه بن عباس -رضي اللَّه عنه-.