للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المصنف رحمه الله تعالى:

(الفَصلُ الخَامِس فِي مَعْرِفَةِ العَدَدِ الَّذِينَ لا يَجُوزُ الفِرَارُ عَنْهُمْ)

نحن نعلم أن المسلمين كانوا في بداية الأمر: قلَّة، وكان هذا هو حالهم عندما نزل الوحي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وكان أوَّل مَن أسلم من الرجال: هو أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - (١).

ومن الصبيان: عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه -؛ وما هو معروف لدينا جميعًا (٢).

ثم أخذ الناس بالدخول في الإسلام؛ فزاد عدد المسلمين شيئًا فشيئًا؛ حتى تكونت مجموعة، ولكن كان المسلمون في حالة ضعف إذا ما قورنوا بأعدائهم؛ لقلَّة عددهم، ثم مرَّت الأيام، والشهور، والسنون؛ إلى أن كَثُر عدد المسلمين؛ فتحوَّلوا إلى المدينة النبوية، وكانوا لا يزالون في حالة ضعف، ثم وقعت غزوة بدر الكبرى بحمد الله تعالى، والتي فصل الله عزَّ وجلَّ فيها بين الحقِّ والباطل، ونصر فيها المؤمنين على أعدائهم، وأسروا ذلك العدد الكبير منهم، والذي بلغ ثلاثة وسبعين؛ فحينئذ: ظهرت قيمة المسلمين، ومكانتهم، وهيبتهم بين القبائل أيضًا.

ثم وقعت غزوة أحد، وكان النصر فيها في بداية الأمر للمؤمنين،


(١) أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (١/ ١٣٣) عن الشعبي قال: سألت ابن عباس: مَنْ أول من أسلم؟ فقال: أبو بكر الصديق.
(٢) أخرجه الترمذي (٣٧٣٥) عن أبي حمزة، رجل من الأنصار قال: سمعت زيد بن أرقم، يقول: "أول مَنْ أسلم علي"، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" (٨/ ٢٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>