للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كِتَابُ الكَفَالَةِ] (١)

هذا كتاب مهمٌّ، وموضوعه مما يتم فيه التعاون بين المؤمنين؛ لأن المرءَ مهما كان قليلٌ بنفسه، كثيرٌ بإخوانه، الناس للناس من بدوٍ وحاضرةٍ بعض لبعض وَإنْ لم يشعروا خدم، فإنَّ الإنسانَ لا يَسْتغني عن أخيه المسلم في أيِّ حالٍ من الأحوال.

وقَدْ جَاء في "صحيح البخاري" (٢) قصة أذكرها لما لها من مناسبةٍ، في حديث أبي هريرة قال: "ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، يعني: يريد أن يقترض منه ألف دينار، فقال له المطلوب الاقتراض منه: ائتني بالشهود، فماذا قال له؟ قال: كفى بالله شهيدًا، فقال: ائتني بكفيلٍ، فقال: كفى بالله كفيلًا، فقال الرجل له: صدقت، يعني: صدق الرجل لما قال له: كفى بالله شهيدًا، ثم أعطاه ألف دينار إلى أجلٍ، ثم إن الرجل انطلق فركب البحر وذهب، فأدَّى الغرض الذي ذهب من أجله، اشتغل بالتجارة وباع حتى شعر بقرب الأجل الذي ضرب بينه وبين الذي أعطاه ذلك الدَّين ألف دينار، فذهب إلى البحر يطلب مركبًا فلم يجد، فَضَاقتْ به الأرض بما رحبت، فما كان


(١) قال النسفي: "الكفالة الضمان من حدٍّ دخل، وأصلها الضم، ومنه قولهم: كفل فلان فلانًا إذا ضمه إلى نفسه يمونه ويصونه، قال الله تعالى: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} [آل عمران: ٣٧]، وهي: ضم ذمة في التزام المطالبة بالدَّين" انظر: "طلبة الطلبة" (ص ١٣٩).
(٢) أخرجه البخاري (٢٢٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>