للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَوْلها: (أحروريةٌ):

نسبةً إلى أهل حروراء، وهم فرقةٌ من الخوارج، نسبوا لموضع يقال له: حروراء؛ لاستقرارهم فيه (١).

مراد عائشة - رضي الله عنه - بقولها لمعاذة: "أحرورية أنتِ؟ ":

أرادت أن تقول لها: هل أنتِ من أهل حروراء الخوارج الذين يُوجبون على الحائض قضاء الصلاة -مخالفين بذلك سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الآمرة بعدم قضاء الحائض للصلاة؟ (٢).

ويُسْتفاد من ذلك:

أنه على المسلم أن يتجنب مواضع الشُّبه، وأماكن أهل البدع.

وقد دفعت معاذة التهمة عن نفسها، وأبانت عن أنها تسأل عن أحكام دينها، ولا تقصد التنطع كالخوارج.

نبذة عن الخوارج (٣):

(١) الخوارجُ يُخَالفون أهل السُّنَّة في كَثِيرٍ من الأحكام.


(١) "الحروريَّة": طائفة من الخوارج نسبوا إلى حروراء بالمد والقصر، وهو موضعٌ قريب من الكوفة، كان أوَّل مجتمعهم وتحكيمهم فيه، وهم أحد الخوارج الذين قاتلهم عليٌّ - رضي الله عنها -. انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير (١/ ٣٦٦).
(٢) يُنظر: "إحكام الأحكام" لابن دقيق العيد (١/ ١٦١): "وقول عائشة لمعاذة: "أحرورية أنت؟ "، أي: أخارجية، وإنما قالت ذلك؛ لأن مذهب الخوارج أن الحائض تقضي الصلاة، وإنما ذكرت ذلك أيضًا؛ لأن معاذة أوردت السؤال على غير جهة السؤال المجرد، بل صيغتها قد تُشْعر بتعجب أو إنكار، فقالت لها عائشة: "أحرورية أنت؟ "، فأجابتها بأن قالت: "لا، ولكني أسأل"، أي: سأل سؤالًا مجردًا عن الإنكار والتعجب، بل لطَلَب مجرد العلم بالحكم، فأجابتها عائشة بالنص، ولم تتعرض للمعنى؛ لأنه أبلغ وأقوى في الردع عن مذهب الخوارج، وأقطع لمن يعارض بخلاف المعاني المناسبة، فإنها عرضة للمعارضة".
(٣) انظر: "الفصل في الملل والأهواء والنحل" لابن حزم (٢/ ٨٩)، وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>