قال الشيخ الإمام محمد بن أحمد بن رشد الحفيد في كتابه:"بداية المجتهد ونهاية المقتصد":
(كِتَابُ الطَّهَارَةِ مِنَ الحَدَثِ)
قول المؤلف:"كِتَابُ الطَّهَارَة": مرادُهُ أن هذا كتابٌ تُذْكر فيه الأحكام التي يُبْحث فيها ما يتعلق بالطهارة.
قوله:"كِتَاب": المادة اللُّغوية: (كَتَبَ)، جمَعت حروفًا ثلاثةً:(الكاف، والتاء، والباء)، وهذه الحروف جمعت من الحروف الهجائية المعروفة، فالكاف من الحروف المتأخرة، والباء هي الحرف الثاني، ثم يليها بعد ذلك التاء، فنجد مادتها:"كَتَبَ يَكْتُبُ كِتَابًا وكِتَابةً"، و (كتابة) مصدر، و (كتابٌ) مصدر أيضًا.
والكتابة: مأخوذةٌ من الكَتْبِ، وهو الجمعُ والضَّمُّ، فأنتَ عندما تُرِيدُ كتابة رسالة، فإنَّك تأتي بحروفٍ عدةٍ، فتَجْمعها، ثمَّ تضم بعضها إلى بعضٍ، ومن ذلك: الكتيبة، كتيبة الخيل، ويقال: تَكَتَّبَ القوم إذا اجتمعوا.
والكتاب اصطلاحًا: هو الموضع الذي يُذْكر فيه جملة من الأحكام.
وليس ذلك خاصًا بالطهارة؛ فهناك كتاب الصلاة و … و … ، والكتاب يَحْوي جملةً من الأبواب، والبابُ هو المدخلُ إلى الشيء، فيُقَالُ: باب المسجد؛ أي: المنفذ الذي يُوصلك إلَى المسجد، وباب الدَّار الذي يوصلك إلَيْها، وهكَذا … وَكلّ منهما يَشْتمل على جُمْلةٍ من المَسَائل العلميَّة.