للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأربعة رضوان الله عليهم، ومَن تَبِعَهم مِنَ العُلَماء، ومَنْ سَبَقَهم مِنَ الصحابةِ والتابِعِين.

٢ - وخلافٌ لا يُقْصَد منه الوصولُ إلى الحقِّ، وإنما يَكُون لِغَرَضٍ من الأغْرَاض، كأن يكونَ في نفس صَاحِبهِ مِن الهوى أو الجَهْل أو الحَسَد ما يَدفَعُه إلى الميل إلى أَمْرٍ من الأُمُور، وهَذِهِ مِنَ المَصائب التي قَدْ يَقَعُ فيها مَنْ يَنْتَسِبُون إلى العِلْمِ.

فأَئمَّتنا رحمهم الله يُريدُون من هذا الخلاف أن يَصِلُوا إلَى الحق، ولذا فإنَّنا لا نجدهم يختلفون - على سبيل المثال - في مبحث السلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فَجَميعُهُم يَتَّفقون في كيفيَّة السلام (١)، وكذلك يتفقون جميعًا على أن الجهة الصحيحة التي ينبغي أن يتجه إليها المسلم حين الدعاء إنما هي جهة القِبْلَةِ (٢)، ويتَّفقون أنه ينبغي أن يتوجَّه في دعائِهِ إلى الله -سبحانه وتعالى -؛ لأنه هو الذي يجيب المضطرَّ إذا دَعَاه، ويَكْشف السُّوء.

معنى "النيَّة" لُغَةً وَاصْطِلَاحًا:

أَصْلُ اشتقاقها في اللُّغة: وأصلها "نَوَى يَنْوِي نِيَّةً" (٣)، وأَصْلُها في الميزان الصرفي: "نِوْيَة"، فَنَجد أن الواو والياء اجتمَعَتا في كلمةٍ واحدةٍ، حيث سُكَنَت الوَاوُ، وَتَلَتْهَا الياءُ … والواوُ والياءُ مِنَ الحُرُوف الصَّرفيَّة، والقاعدة الصَّرفية أن الواو والياء إذا اجتمَعَتَا في كلمةٍ واحدةٍ، وسبقت


(١) للحديث الذي أَخْرَجه البخاري (٤٧٩٧) من حديث كعب بن عُجْرة، ومسلم (٤٠٥) من حديث بشير بن سعد: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟ قال: "قولوا: اللهم صلِّ على محمدٍ، وعلى آل محمدٍ، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمدٍ، وعلى آل محمدٍ، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد".
(٢) يُنظر: "الأذكار" للنووي (ص ٣٩٦) حيث قال في آداب الدعاء: "الثالث: استقبالُ القبلة".
(٣) "نوى نويت نية ونواة"، أي: عزمت. انظر: "الصحاح" للجوهري (٦/ ٢٥١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>