للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تعريف الطهارة]

الطهارةُ لها معنيان:

* معنى لُغَوي.

* ومعنى شرعي.

فأمَّا معناها اللُّغوي: فهي النظافة والنَّزَاهة، يقال: فلان تَطَهَّرَ (١).

وَأمَّا مَعْناها الشرعي، فهو على قسمين:

١ - معنًى حسِّي.

٢ - ومعنًى معنوي.

فَالمَعْنى المَعنوي: هو تَطْهير القُلُوب من أجناس الشِّرك والمعاصي وغَيْرهما، وهذا علَى أحد تفسيرات حديث: "الطهور شطر الإيمان" (٢)، وقَوْل الله -سبحانه وتعالى -: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤)} [المدثر: ٤] (٣).

وأمَّا المَعْنى الحسِّي: فهناك تَعْريفاتٌ مختلفةٌ للعلماء، ونحن لا نريد أن نَسْتقصي الأقوال، ولا أن ندخلَ في تفصيلاتها، أَوْ في التعليق عليها، أو نَقْدها، أو في ذِكْرِ ما يرد عليها من اعتراضاتٍ، لكننا نختار شيئًا من


(١) يُنظر: "حلية الفقهاء" لابن فارس (ص ٣٣)؛ حيث قال: "الطَّهارةُ: التَّنزيه عن الأدناس، تقول: طهرت الثوب والأرض".
(٢) يُنظر: "الاقتضاب في غريب الموطأ" لليفرني (١/ ٤٤٧)؛ حيث قال "الطهور شطر الإيمان"، نصفه، واختلف في كيفية هذا التشطير؛ والأليق ما أشار إليه أبو حامدٍ، وهو أن الغايةَ القصوى عمران القلب بالأخلاق المحمودة، والعقائد المشروعة، ولن يتصف بها ما لم يتنظف عن نَقَائصها من العَقَائد الفاسدة، والرذائل المذمومة، فتطهيرُهُ أحد الشطرين؛ وهو الشطر الأول الذي هو شرطٌ في الثَّانِي، فكأنَّ الطهورَ شطرُ الإيمان بهذا المعنى، وكَذَلك تطهير الجوارح عن المناهي أحَد الشطرين، وعمارتها بالطاعات الشطر الثاني".
(٣) يُنظر: "تفسير الطبري" (٢٣/ ١٠)؛ حيث قال: "عَن ابن عبَّاس: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤)}، قال: من الذنوب".

<<  <  ج: ص:  >  >>