للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسيأتي الكلام عنهم في باب مستقل في قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦٠)} [التوبة: ٦٠].

فهؤلاء هم الذين تدفع إليهم الزكاة على خلاف بين العلماء في بعض تعريفات بعضهم.

وفي المؤلفة قلوبهم خلاف لأهل العلم أيضًا، كما سيأتي، وكذا لهم خلاف في كلٍّ من الغارِم، وابن السبيل، كما سيأتي.

* قوله: (أَنَّهُ إِنْ هَلَكَتْ بَعْدَ انْقِضَاءِ الْحَوْلِ، وَقَبْلَ التَّمَكُّنِ مِنْ دَفْعِهَا إِلَى الْإِمَامِ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ).

خطورة فقد الإمام، لا شك في أنه لو عاش الناس يومًا بلا إمام لحصل فساد عظيم.

فاللَّه عزَّ وجلَّ عندما أنزل آدم عليه السلام قال: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: ٣٠]. فاللَّه عزَّ وجلَّ خَلق الخلْق لعبادته، ولعمارة هذا الكون.

لا يَصْلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم … وَلا سَراةَ إِذا جُهَّالُهُم سادُوا (١)

وعليه: فلا بد من وجود حاكم لما يلي:

(١) ليقودَ الناس، ويوجههم.

(٢) وليأخذ على يدي الظالم فيأطره على الحق أطرًا، ويأخذ منه حق الضعيف.

وقد رأينا ذلك في:

(١) خطب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.


(١) ينسب للأفوه الأودي. انظر: "العقد الفريد"، لابن عبد ربه (١/ ١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>