للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيره، وكذلك حديث بريدة (١)، وأبي قتادة (٢)، وغيرها (٣) وقد بينت أوقات التوسعة: وهي الأوقات التي لا يجوز للإنسان من غير عذر أن يؤخِّر الصلاة فيها حتى يخرج وقتها.

وعلى ذلك: من أخَّر صلاة العصر -مثلًا- إلى ما قبل غروب الشمس بركعة؛ فعليه أن يؤديها ويكون مدركًا لوقتها، لكنه يأثم بتأخيرها. ويكون الأثم على ما إذا أخرها إلى آخر الوقت بدون عذر.


(١) أخرجه مسلم (٦١٣) عن سليمان بن بريدة، عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أن رجلًا سأله عن وقت الصلاة، فقال له: "صلِّ معنا هذين " -يعني: اليومين- فلما زالت الشمس أمر بلالًا فأذن، ثم أمره، فأقام الظهر، ثم أمره، فأقام العصر والشمس مرتفعة بيضاء نقية، ثم أمره فأقام المغرب حين غابت الشمس، ثم أمره فأقام العشاء حين غاب الشفق، ثم أمره فأقام الفجر حين طلع الفجر، فلما أن كان اليوم الثاني أمره فأبرد بالظهر، فأبرد بها، فأنعم أن يبرد بها، وصلى العصر والشمس مرتفعة أخَّرها فوق الذي كان، وصلى المغرب قبل أن يغيب الشفق، وصلى العشاء بعدما ذهب ثلث الليل، وصلى الفجر فأسفر بها، ثم قال: "أين السائل عن وقت الصلاة؟ "، فقال الرجل: أنا، يا رسول الله، قال: "وقت صلاتكم بين ما رأيتم ".
(٢) أخرجه مسلم (٦٨١) عن أبي قتادة وفيه: " … ثم أذن بلال بالصلاة، فصلى رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- ركعتين، ثم صلى الداة، فصنع كما كان يصنع كل يوم، قال: وركب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وركبنا معه، قال: فجعل بعضنا يهمس إلى بعض: ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا؟ ثم قال: "أما لكم فيَّ أسوة؟ "، ثم قال: "أما إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على مَن لم يصلِّ الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك فليصلها حين ينتبه لها، فإذا كان الغد فليصلها عند وقتها"".
(٣) مثل حديث أبي هريرة، أخرجه النسائي (٥٠٢) عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "هذا جبريل -عليه السلام- جاءكم يعلمكم دينكم "، فصلى الصبح حين طلع الفجر، وصلى الظهر حين زاغت الشمس، ثم صلى العصر حين رأى الظل مثله، ثم صلى المغرب حين غربت الشمس وحل فطر الصائم، ثم صلى العشاء حين ذهب شفق الليل، ثم جاءه الغد فصلَّى به الصبح حين أسفر قليلًا، ثم صلى به الظهر حين كان الظل مثله، ثم صلى العصر حين كان الظل مثليه، ثم صلى المغرب بوقت واحد حين غربت الشمس وحلّ فطر الصائم، ثم صلى العشاء حين ذهب ساعة من الليل، ثم قال: "الصلاة ما بين صلاتك أمس وصلاتك اليوم "، وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (٢٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>