للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسمع منه حرفًا، ولكن الحديث ضعَّفه العلماء، ومنهم الإمام النووي في "المجموع" (١).

وحديث سَمُرة المشار إليه سابقًا، جاء فيه: "أن الزحام كان شديدًا، وأن الناس كانوا يتدافعون، وأنه لم يستطع أن يصل إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-"، فكان بعده سببًا في عدم السماع، ثم لا ننسى -أيضًا- أن اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يقول: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (١١٠)} [الإسراء: ١١٠].

والمعروف: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تَخرج منه بعض الآيات إذا قرأ حتَّى في القراءة السرية (٢).

* قوله: (وَقَدْ رُوِيَ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ فِي صَلَاةِ الكُسُوفِ أَنَّهَا قَالَتْ: "تَحَرَّيْتُ قِرَاءَتَهُ، فَحَزَرْتُ أَنَّهُ قَرَأَ سُورَةَ البَقَرَةِ") (٣).

قالوا: "حزرتُ" لا تدل دلالة قطعية على أن الرسول ما جَهَر بها.

* قوله: (فَمَنْ رَجَّحَ هَذِهِ الأَحَادِيثَ قَالَ: "القِرَاءَةُ فِيهَا سِرًّا"، وَلِمَكَانِ مَا جَاءَ فِي هَذِهِ الآثَارِ اسْتَحَبَّ مَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ أَنْ يَقْرَأَ فِي الأُولَى: البَقَرَةَ).

ومِمَّا يجب التنبه له أنَّ الخلافَ بين السر والجهر خلافُ استحباب.

* قوله: (وَفِي الثَّانِيَةِ: آلَ عِمْرَانَ).


(١) تقدَّم قوله.
(٢) أخرجه البخاري (٧٧٦) حيث قال: "عن عبد اللَّه بن أبي قتادة، عن أبيه: "أَنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَانَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ فِي الأُولَيَيْنِ بِأُمِّ الكِتَاب وَسُورَتَيْنِ، وَفِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُخْرَيَيْن بِأُمِّ الكِتَاب، وَيُسْمِعُنَا الآيَةَ، وَيُطَوِّلُ فِي الرَّكْعَةِ ألأُولَى مَا لَا يُطَوَّلُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، وَهَكَذَا فِي العَصْرِ، وَهَكَذَا فِي الصُّبْحِ".
(٣) أخرجه البخاري (١٠٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>