للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذلك فإن أبا بكر -رضي اللَّه عنه- عندما ارتَدَّ من ارتَدَّ من العَربِ ووجد من مَنَعَ الزكاةَ منهم فإنه قال: (إلا بحَقِّها) (١) ولما نُوقِشَ، وقيل له: أليسوا يقولون: لا إله إلا اللَّه، يعني ورد في الحديث الصحيح أن رسول اللَّه أمَرَ بمحارَبَةِ هؤلاء قال: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا، وَصَلَّوْا صَلَاتَنَا، وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنَا، وَذَبَحُوا ذَبيحَتَنَا، فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ، إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ" (٢).

ومن حق الشهادَتينِ أن تعمَلَ بمُقْتضاهما، لا أن يأتي الإنسان نطَقَ بالشهادتين ثم يذهب للأموات فيدْعُوهم ويستَشْفِعُ بهم ويطوفُ حول قبورهم ويصرِفُ لهم أنواعًا من العبادات التي لا تليق إلا باللَّه ولا ينبغي أن تصرف إلا للَّه لا لملَكٍ مقرب ولا لنبيٍّ مرسل ولا لوليٍّ ولا لصالحٍ ولا لغير هؤلاء.

لا ينبغي للمسلم أن ينطِقَ بهما ثم يذهب فيدعو غير اللَّه ممن يُدَّعَى صَلاحهم وتُقاهم وورعهم، أو يطوف حول قبورهم، أو يذبح لهم، أو يتقرَّب لهم بأمور لا تجوز إلا للَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فهذا يتنَافَى مع الشهادتين.

(لِقَوْلِهِ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: "لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ").

اللفظ المعروف: "لقنوا موتاكم لا إنه إلا اللَّه" (٣)، ولا شك أن لا إله إلا اللَّه هي شهادة أن لا إله إلا اللَّه.

(وَقَوْلِهِ: "مَنْ كَانَ آخِرَ قَوْلِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ").

لا شك، وهذا حديث صحيح ثَبَتَ عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ كَانَ


(١) أخرجه النسائي في "الكبرى" (٣٤١٩).
(٢) أخرجه البخاري (٣٩٢).
(٣) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>