للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصدقة هو الإمام، فلا يأخذها؛ لإغناء اللَّه إياه عن ذلك. وقد يكون صاحب الزكاة هو من يقوم بنفسه بجمعها وإخراجها، فلا يأخذ زكاة مقابل ذلك. ففي هاتين الحالتين لا نجد عاملًا نعطيه الزكاة، فتصبح الأصناف سبعة بدل ثمانية.

مثال آخر:

المؤلَّفة قلوبهم قد لا تكون هناك حاجة لإعطائهم؛ فلا يُعطَوْن، وإنما نعطي بقية الأصناف.

فجمهور العلماء لم يمانعوا من إعطاء الأصناف الثمانية جميعها لو وجدت، ولا من إعطاء ما وجد منها، ومع ذلك أجاوزا قصرها على صنف واحد.

* قوله: (وَسَبَبُ اخْتِلَافِهِمْ مُعَارَضَةُ اللَّفْظِ لِلْمَعْنَى، فَإِنَّ اللَّفْظَ يَقْتَضِي الْقِسْمَةَ بَيْنَ جَمِيعِهِمْ، وَالْمَعْنَى يَقْتَضِي أَنْ يُؤْثَرَ بِهَا أَهْلُ الْحَاجَةِ؛ إِذْ كانَ الْمَقْصُودُ بِهِ سَدَّ الْخَلَّةِ).

مراد المؤلف رَحِمَهُ اللَّهُ بذلك:

أن من مقاصد الزكاة وأهدافها: سد الخَلَّة (١) -بفتح الخاء- يعني النقص الذي يكون عند الفقير.

أما الخُلَّة -بضم الخاء- فهي الصداقة (٢)، ولا نريدها هنا.

فالإنسان الذي يوجد عنده عجزٌ، فلا يستطيع أن يُنفق على نفسه ولا على أولاده، فإنه يستحق الأخذ من الزكاة؛ لسد هذا العجز. وينبغي ألا يفهم البعض من قول العلماء في الفقير مثلًا بأنه هو الذي لا مال له، أو


(١) الخَلة -بفتح الخاء واللام-: الفقر والحاجة، والخُلة -بضم الخاء-: ما خلا من النبت انظر: "المصباح المنير"، للفيومي (ص ١٨١).
(٢) الخُلَّة: الصَّداقة. انظر: "الغريب المصنف"، لأبي عبيد (١/ ٣٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>