للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القراءة الثانية: قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} (١)، أي: يُكَلَّفونه (٢). فهذه القراءة فيها قُدرَو على الصيام، لكن يلحق الصائم مشقَّة.

الأحكام المتعلقة بهذه القراءة:

معنى {يُطَوَّقُونَهُ} في هذه القراءة: أي: يكلَّفونه، فهم يطيقون الصيام ولكن تلحقهم مشقة ظاهرة وبيِّنة، كالحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما، أو على ولديهما.

القراءة الثالثة: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطَوَّقُونَهُ} والأصل في قوله تعالى: {يَطَّوَّقُونَهُ}: يتطوقون، فيها إبدال، أسكنت التاء ثم أبدلت طاء، وأدغمت إحدى الطاءين في الأُخرى فصارت: {يَطَّوَّقُونَهُ}، وهذه القراءة قال العلماء فيها: إنها قراءو غير ثابتة؛ أي: لا يترتب عليها حكم، لكنها قراءة جاءت تفسيرًا، وردها العلماء ولم يعتبروها قراءة، وخَطَّؤوا من عدها قراءة (٣).

هذا توجيه القراءات.


(١) أخرج البخاري في "صحيحه" (٤٥٠٥) "عن عطاء، سمع ابن عباس، يقرأ: {وَعَلَى الَّذِينَ يطوقونه فلا يطيقونه فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} قال ابن عباس: "ليست بمنسوخة هو الشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يوم مسكينًا".
(٢) يُنظر: "تفسير الطبري" (٣/ ٤٢٩) حيث قال: "وقرأ ذلك آخرون: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطَوَّقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}، وقالوا: إنه الشيخ الكبير والمرأة العجوز اللذان قد كبرا عن الصوم، فهما يكلفان الصوم ولا يطيقانه، فلهما أن يفطرا ويطعما مكانَ كلّ يوم أفطراه مسكينًا. وقالوا: الآية ثابتة الحكم منذ أنزلت، لم تنسخ، وأنكروا قول من قال: إنها منسوخة". وانظر: "تفسير القرطبي" (٢/ ٢٨٦).
(٣) يُنظر: "تفسير القرطبي" (٢/ ٢٨٧) حيث قال: "وعن ابن عباس أيضًا وعائشة وطاوس وعمرو بن دينار {يطوقونه} بفتح الياء وشد الطاء مفتوحة، وهي صواب في اللغة، لأن الأصل يتطوقونه فأسكنت التاء وأدغمت في الطاء فصارت طاء مشددة، وليست من القرآن، خلافًا لمن أثبتها قرآنا، وإنما هي قراءة على التفسير".

<<  <  ج: ص:  >  >>