وقد أرسل اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- رسلَه عليهم السلام لتبليغ هذه الدعوة؛ فقد قال اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}[النساء: ١٦٥]. وقال اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (٢٥)} [الأنبياء: ٢٥].
فاللَّه تعالى ما أرسل الرسل -منذ نبيِّه نوح -عليه السلام-، وحتى نبيه محمد بن عبد اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خاتم الرسل وأفضلهم-: إلا للدعوة إلى دين اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.
ومهمة كلِّ رسول:
(١) أن يدعو الناس إلى توحيد اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.
فهذه هي الدعوة التي جاء بها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
واللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- إنما أنزل الكتاب، وأرسل الرسل عليهم السلام؛ ليدعوا الناس أيضًا إلى إحسان العمل؛ فقد قال اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}[هود: ٧]. وقال -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: ١ - ٢].
فهذا: هو المنهج القويم، فالأنبياء كما جاء في الحديث:"لم يورِّثُوا درهمًا، ولا دينارًا؛ وإنما ورَّثوا العلم"(١).
(١) أخرجه أبو داود (٣٦٤١) عن أبي الدرداء وفيه: ". . . وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا، ولا درهمًا ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر"، وحسنه الألباني في "المشكاة" (٢١٢).