كتاب بغية المقتصد شرح بداية المجتهد

كتاب الذبائح - الباب الأول: في معرفة محل الذبح والنحر - ج: 8 - ص: 5134

وَأَبُو دَاوُدَ عَنْ جَابِرٍ (١)، وَاخْتَلَفُوا فِي تَصْحِيحِ هَذَا الأثَرِ، فَلَمْ يُصَحِّحْهُ بَعْضُهُمْ (٢)، وَصَحَّحَهُ بَعْضُهُمْ، وَأَحَدُ مَنْ صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ) (٣).

فائدتان:

١ - كلمة "أو نلقيه" تنصرف إلى الميت لأن الحي لا يقال عنه: يلقى.

٢ - الإمام الترمذي - رحمه الله - لم يخرج حديث جابر - رضي الله عنه -، وإنما خرج حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - (٤)، وحديث أبي سعيد رواه الإمام أحمد (٥) والخمسة إلا النسائي (٦)، أما حديث جابرٍ فقد رواه أبو داود (٧)، والحاكم (٨)، والبيهقي (٩) وغير هؤلاء (١٠)، وقد حسن الحديث، وليس كما قال المؤلف: "وصححه" (١١).

أما الذين لم يصححو الحديث فقولهم ضعيف؛ لأن الحديث قد صحَّ، فقد جاء عن بعض الطرق أنه حسنٌ، وعن بعضها أنه صحيحٌ (١٢).

---

(١) أخرجه أبو داود (٢٨٢٨) عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ذكاة الجنين ذكاة أمه"، وصححه الألباني.
(٢) وممن ضعفها ابن حزم. ويُنظر: "المحلى" (٦/ ٩٦)؛ حيث قال: "وبالعيان ندري أن ذكاة الأم ليست ذكاة للجنين الحي … وقد احتج المخالفون بأخبار واهية … ".
(٣) تقدَّم.
(٤) تقدم، وقال عقب روايته: "في الباب عن جابر … " وسيأتي.
(٥) أخرجه أحمد في "المسند" (١١٣٤٣).
(٦) أخرجه أبو داود (٢٨٢٨)، والترمذي (١٤٧٦)، وابن ماجه (٣١٩٩)، وابن حبان (٥٨٨٩).
(٧) تقدَّم.
(٨) أخرجه الحاكم (٤/ ١٢٧)
(٩) أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (٩/ ٥٦١).
(١٠) وأخرجه أيضًا الدارمي (٢٠٢٢)، والطبراني في "الأوسط" (٨/ ١٠١).
(١١) قال الترمذي (١٤٧٦): "وفي الباب عن جابر، وأبي أمامة، وأبي الدرداء، وأبي هريرة: هذا حديث حسن".
(١٢) يُنظر: "التلخيص الحبير"، لابن حجر (٤/ ٣٨٤ - ٣٩٠)، و"نصب الراية"، للزيلعي (٤/ ١٨٩ - ١٩٢)، و"التنقيح"، لابن عبد الهادي (٤/ ٦٤٨ - ٦٥١).