للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الناس ترفع في نهاية كل أسبوع، فالعلماء دائمًا يبحثون عن علل الأحكام.

* قولُهُ: (وَدَلِيلُ مَنْ خَالَفَ مَا رُوِيَ عَنْ أَنَسِ: "أَنَّ النَّبِيَّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - عَقَّ عَنْ نَفْسِهِ بَعْدَمَا بُعِثَ بِالنُبُوَّةِ") (١).

هذا اختلف فيه العلماء اختلافًا كثيرًا، فمنهم من يرى أنه حديثٌ باطِلٌ (٢)، وبعضهم حاول أن يصححه، لكن أكثر العلماء على أنه حديث لا يُحتجُّ به.

* قولُهُ: (وَدَلِيلُهُمْ أَيْضًا عَلَى تَعَلُّقِهَا بِالأُنْثَى قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: "عَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ، وَعَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ") (٣).

يعني: هذا رد على الحسن وقتادة اللَّذان قالا: إنها خاصَّةٌ بالذَّكَر، فهذا حديث رسول - صلى الله عليه وسلم - ولا اجتهاد مع النَّصِّ، فلا ينظر إلى قول أحدٍ مهما كان بعد قول الله سبحانه وتعالى وبعد قول رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

* قولُهُ: (وَدَلِيلُ مَنِ اقْتَصَرَ بِهَا عَلَى الذَّكَرِ قَوْلُهُ - عليه الصلاة والسلام -: "كُلُّ غُلَامٍ مُرْتَهَن بِعَقِيقَتِهِ").


(١) يُنظر: "السنن الكبرى" للبيهقي (٩/ ٥٠٥) قال. "وقد روي من وجه آخر عن قتادة، ومن وجه آخر عن أنس، وليس بشيء". وقال الحافظ في الفتح: (٩/ ٥٩٥): "وكأنه أشار بذلك إلى أن الحديث الذي ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عقَّ عن نفسه بعد النبوة لا يثبت وهو كذلك، فقد أخرجه البزار من رواية عبد الله بن محرَّر - وهو بمهملات - عن قتادة عن أنس، قال البزار: تفرد به عبد الله وهو ضعيف". لكن صحَّحَ الألباني الطريق الأخرى عن الهيثم بن جميل: حدثنا عبد الله بن المثنى بن أنس عن ثمامة بن أنس عن أنس به، انظر: "السلسلة الصحيحة" (٢٧٢٦).
(٢) يُنظر: "المجموع" للنووي (٨/ ٤٣٢)، حيث قال: "ومن وجه آخر عن أنس وليس بشيء فهو حديث باطل، وعبد الله بن محرَّر ضعيف متفق على ضعفه، قال الحفاظ: هو متروك".
(٣) تقدَّم.

<<  <  ج: ص:  >  >>