للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والذي قال عنه: "لو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر خَليلًا" (١) والذي قال عنه: "سُدُّوا عَلَيَّ هذه الخوخَةَ إلا خوخةَ أبي بَكْرٍ" (٢) وهو الذي ناب عنه - عليه الصلاة والسلام - في الصلاة (٣) وفضائله أكثر من أن تُعَدَّ أو تحصى، وأنه "هو لو وُزِنَ إيمانه بالأُمَّة لرَجَح" (٤) ومع ذلك فاتته بعض أحاديثِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما جاءته الجدة (٥) تطلب الميراث فقال: لا أجد


(١) انظر ما بعده.
(٢) أخرجه البخاري (٤٦٧) عن ابن عباس، ومسلم (٢٣٨٢) عن أبي سعيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنه ليس من الناس أحد أمَنُّ علي في نفْسِه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كلنت متخذًا من الناس خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن خُلَّة الإسلام أفضل، سُدّوا عَنِّي كل خوخة في هذا المسجد، غير خوخة أبي بكر".
(٣) أخرجه مسلم (٤٢١) عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذهب إلى بني عَمْرو بن عوف ليصلح بينهم فحانَتْ الصلاة فجاءَ المؤذن إلى أبي بكر فقال: أتُصَلِّي بالناس فأقيم؟ قال: نعم، قال فصلى أبو بكر فجاءَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - والناس في الصلاة فتخلص حتى وقَفَ في الصف، فصفق الناس وكان أبو بكر لا يلتفت في الصلاة، فلما أكثر الناس التصفيقَ التفت فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأشار إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن امكث مكانك، فرفع أبو بكر يديه فحمد الله - صلى الله عليه وسلم - على ما أمَرَهُ به رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - من ذلك، ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصفِّ، وتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلى، ثم انصرف فقال: "يا أبا بكر ما منعك أن تَثْبُتَ إذ أَمَرْتُكَ" قال أبو بكر: ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما لي رأيتكم أكثرتم التصفيق؟ من نابَهُ شيء في صلاته فليسبح، فإنه إذا سبح التفت إليه وإنما التصفيح للنساء".
(٤) رواه البيهقي في "الشعب" (١/ ١٤٣) موقوفًا على عمر قال: "لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم". وقال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (ص: ٦٤): "إسناده صحيح".
(٥) أخرجه أبو داود (٢٨٩٤)، وغيره، عن قبيصة بن ذؤيب، أنه قال: "جاءت الجدة إلى أبي بكر الصديق، تسأله ميراثها؟ فقال: ما لك في كتاب الله تعالى شيء، وما علمت لك في سنة نبي الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا، فارجعي حتى أسأل الناس، فسأل الناس، فقال المغيرة بن شعبة، "حضرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطاها السدس"، فقال أبو بكر: هل معك غيرك؟ فقام محمد بن مسلمة، فقال مثل ما قال المغيرة بن شعبة، فأنفذه لها أبو بكر … " الحديث. وضعفه الألباني في: "ضعيف أبي داود - الأم" (٤٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>