قالوا: فجاء التنصيص في كتاب الله - عز وجل - على أكل الأنعام، وبالنسبة للخيل والبغال والحمير فقد بيَّن الله - سبحانه وتعالى - فوائدها، أنَّها للركوب وللزينة.
فمراد المؤلِّف أنَّ الله عندما ذكر الخيل والبغال؛ حدَّد فوائدها بأمرين:{لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً}، ولمَّا ذكر الأنعام؛ قال:{لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ}؛ فهناك ركوبٌ، وهناك أيضا أكلٌ لها.
أمَّا البغال فهي مُتولِّدةٌ من نجسٍ ومن طاهر، متولدةٌ مما يُؤكل - وهو الخيل - ومما حرم أكله - وهي الحمير الأهلية - ولذلك نُهي عنها، وهي أيضًا من ذوات الحوافر، فتلحق أيضًا بالحمير؛ بجامع أنَّ كُلًّا منهما له حافر، والحافر بالنسبة لهذه الحيوانات: الخيل والبغال والحمير، هو بمثابة القدم للإنسان، والخف للبعير.
وقد جاء في الأحاديث الصحيحة النَّهي عن أكل لحم البغال - كما في حديث جابرٍ وغيره - عندما ذبحوا الخيل والبغال والحمير، فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن لحوم البغال والحمير؛ ورخَّص لهم في لُحوم الخيل.