تغيير أيِّ لفظة، فلا يجعلون بدل اللَّعْن الطرد أو الإبعاد، ولا بدلَ الغضب السخط، وذلك من فضْلِ اللّه أنه كل ما زال الخلاف وارتفع واضمحَلَّ، فهذا شيء طيبٌ.
كما جاء في الآية، وأنه يوقف بعد الأربع ويُخَوَّف، ويُذَكَّرُ بأيام اللّه، ويبيَّنُ له أن هذه الدنيا مهما نالَ فيها من الآلام فما أسهْلَها بالنسبة لعذابِ الآخرَةِ.
أي تُذكر في الخامسة بغضب اللّه كما قال - تعالى -: {وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا}[النور: ٩]، والغضبُ أشدُّ من اللَّعْن ولا شك؛ لأن
(١) يُنظر: "مراتب الإجماع" لابن حزم (ص: ٨١) حيث قال: "واتفقوا أنه أن قال في اللعان: يوم الجمعة بعد العصر في الجامع، بحضرة الحاكم الواجب نفاذ حكمه باللّه الذي لا إله إِلَّا هو عالم الغيب والشهادة إني لصادق فيما رميت به فلانة زوجتي هذه، ويشير إليها وهي حاضرة من الزِّنا، وأن حمْلها هذا ما هو مِنِّي، ثم كرَّر ذلك أربع مرات، ثم قال الخامسة: وعلَيَّ لعنة الله إن كنت من الكاذبين، فقد التعن وسقط عنه حد القذف. واتفقوا أن الزوجة إن قالت بعد ذلك: بالله الذي لا إله إِلَّا هو عالم الغيب والشهادة إن فلانًا زوجي هذا فيما رماني به من الزنا لكاذب، وكررت ذلك أربع مرات، ثم قالت في الخامسة: وعلَيَّ غضبُ اللهِ إن كان من الصادقين أنها قد التَعَنَتْ ولا حدَّ عليها، وأن الولد قد انتَفَى حينئذ عنه في الفرقة فيها".