للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرم، ورسوله مبلغ عنه ما حرَّمه (١).

* قوله: (بَبْعَ الْخَمْرِ).

وقد حرمها اللّه - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -، وحذّر منها، وجعلها من الكبائر، لأنها بلا شك تفسد العقول، وتشغل عن الصلاة، وربما تدفع صاحبها إلى المنكرات.

* قوله: (وَالْمَيْتَةِ).

وقد حرمها الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - في كتابه العزيز تحريمًا قطعيًّا، فقال تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} [البقرة: ١٧٣].

وفي هذا الحديث العظيم أربع كلمات تحوي المعاني الكثيرة، ففيه حرم اللّه الخمر، والميتة، والخنزير، والأصنام؛ فالخمر يفسد العقول، والميتة والخنزير يفسدان الأبدان، والأبدان تتغذَّى منها القلوب والعقول فتفسد أيضًا.

إذن: فالمحرم الأول يفسد العقول، والثاني والثالث يفسدان الأبدان والقلوب، والرابع أعيان تفسد الأديان، وهي أخطرها وأشرها.

* قوله: (وَالْخِنْزِيرِ وَالْأَصْنَامِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ شُحُومَ الْمَيْتَةِ فَإِنَّهُ يُطْلَى بِهَا السّفُنُ وَيُسْتَصْبَحُ بِهَا؟ فَقَالَ: "لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ حُرِّمَتِ الشُّحُومُ عَلَيْهم فَبَاعُوهَا وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا").

و"اللعنُ": هو الطرد والإبعاد عن رحمة اللّه - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - (٢)، وهم أهل للعنة، ويستحقونها لأسباب كثيرة، منها:

تحريفهم الكلم عن مواضعه، وتبديلهم لكلمات اللّه - عَزَّ وَجَلَّ -، واشتراؤهم


(١) أخرجه البخاري (٢٢٣٦)، ومسلم (١٥٨١).
(٢) "الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي"، للأزهري (ص ٢٢٠)، "الصحاح"، للجوهري (٦/ ٢١٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>