للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيءٌ جيدٌ، فكما يقولون: "الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره" (١)، فلكَيْ تحكم على أمرٍ من الأمور، أو تعرف ماهية ذلك الأمر، لا بد من مدخلٍ يوصلك إليه، وَهَذا المدخل بمثابة كَشَّافٍ يضيء لك الطريق، وهذا الكشاف هو الصور التي رسمها لنا المؤلف رحمه الله تعالى؛ لتكون طريقًا ومنفذًا لمعرفة هذه الأمور، فرسم الطريق جملة، ثم بعد ذلك يصور تلك المسائل بأمثلةٍ حيةٍ؛ واحدة تلو الأخرى، فتثبت في ذهن القارئ.

• قوله: (أَحَدُهَا إِمَّا فِي مَثْمُونَيْنِ بِثَمَنَيْنِ، أَوْ مَثْمُونٍ وَاحِدٍ بِثَمَنَيْنِ).

"مثمونين بثمنٍ واحدٍ"، أيْ: كأن يقول البائع: أبيعك هذه الدار وهذه الدار بكذا، هذا الكتاب وهذا الكتاب بكذا، هذه الدابة وهذه الدابة بكذا، وهَلُم جرًّا.

• قوله: (أَوْ مَثْمُونَيْنِ بِثَمَنٍ وَاحِدٍ عَلَى أنَّ أحَد البَيْعَيْنِ قَدْ لَزِمَ).

(على أن أحد البيعين قد لزم)، في الصورتين، أحدهما يلزم كأن يقول: أبيعك نقدًا بكذا، ومؤجلًا بكذا.

• قوله: (أَمَّا فِي مَثْمُونَيْنِ بِثَمَنَيْنِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُتَصَوَّرُ عَلَى وَجْهَيْنِ).

يريد المؤلف أن يعطينا صورتين لهذه الصورة (مَثْمونين بثمنين).

• قوله: (أَحَدُهُمَا أَنْ يَقُولَ لَهُ: أَبِيعُكَ هَذه السِّلْعَةَ بِثَمَنِ كَذَا عَلَى أَنْ تَبِيعَنِي هَذه الدَّارَ بِثَمَنِ كَذَا).

الصُّورَة الأولى أن يقول (٢): أبيعك هذه السيارة بثمن كذا؛ - هذه السلعة الأولى وثمنها - على أن تبيعني هذه الدار بمبلغ كذا، وهذه السلعة


(١) يُنظر: "غمز عيون البصائر" للحموي (٢/ ٣١٤)، و"البحر الرائق" لابن نجيم (١/ ٢٣٢)، و"تحفة المحتاج" للهيتمي (١/ ٢٨٧).
(٢) يُنظر: "البناية شرح الهداية" للعيني (٨/ ١٨٦)، و"الأم" للشافعي (٣/ ٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>