للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن الحديث رواه أيضًا الترمذي مختصرًا (١)، وابن ماجه في سننه (٢)، والإمام أحمد (٣)، والبيهقي (٤)، وغير هؤلاء (٥).

أما الحديث الذي في سنن أبي داود، فلفظه: "قال علي - رضي الله عنه -: في: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن قاضيًا".

وسيظهر الفرق بين ما في سنن أبي داود، وما أورده المؤلف من لفظ، وسيظهر كذلك ما في سنن أبي داود من الفوائد مما يزيد على الحديث الذي معنا.

اللفظ الذي أورده أبو داود، وهذا الحديث حديث صحيح: "قال علي - رضي الله عنه -: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن قاضيًا، فقلت: يا رسول الله، ترسلني وأنا حديث السن" يعني صغير السن، وليس المراد أنه لم يبلغ، فقد كان - رضي الله عنه - في سن الرشد، ولكنه بعد في نظره لم يمارس الحياة، ولم يتمرس بالقضاء.

فماذا قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟

قال له: "إن الله يهدي قلبك، ويثبت لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان، فلا تقضين حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول، فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء" (٦).

لا شك أن هذا اللفظ فيه فوائد عظيمة، وكان من المناسب جدًّا أن يأتي به المؤلف؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اختار عليًّا فبعثه إلى اليمن قاضيًا، وأيضًا كان قد اختاره - صلى الله عليه وسلم - ليكون قائدًا في فتح خيبر، لكن الشاهد هنا


(١) حديث (١٣٣١)، وصححه الألباني في "الإرواء" (٢٦٠٠).
(٢) حديث (٢٣١٠).
(٣) حديث (٨٨٢).
(٤) حديث (٢٠٤٨٧).
(٥) أخرجه الطيالسي (١/ ١١٥)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٦/ ١٣)، والنسائي في "الكبرى" (٧/ ٤٢٢).
(٦) صححه الألباني في "الإرواء" (٢٥٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>