للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه الفضائل النفسانية هي المتعلقة بنفس المؤمن، متعلقة بعقله وفكره؛ لأن البدن وحده غير كاف، فإنك عندما تصلي سنة من السنن لا بد أن تنوي بها شيئًا، وهذا الذي تنوي به هو أنك تريد الثواب والأجر عليها، وطلب الثواب إنما هو من الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -، يقول تعالى في الحديث القدسي: "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه" (١).

فكل هذه السنن إنما هي قربات وطاعات للّه - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -، واللّه لا يضيع أجر من أحسن عملًا.

* قوله: (فَمِنْهَا مَا يَرْجِعُ إِلَى تَعْظِيمِ مَنْ يجِبُ تَعْظِيمُهُ).

من الذي يجب تعظيمه؟

هو اللّه - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -، فهو - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - الخالق، وهو الرازق، وهو المحيي، وهو المميت، وهو الذي يستحق أن يحمد، وهو الذي يستحق أن يشكر، وهو الذي يستحق أن يعبد، وهو - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - المتصف بالصفات العليا، والأسماء الحسنى، قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}.

* قوله: (وَشُكْرِ مَنْ يَجِبُ شُكْرُهُ، وَفِي هَذَا الجِنْسِ تَدْخُلُ العِبَادَاتُ).

لأنْ اللّه تعالى يقول: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: ٧].

فكلما شكر العبد اللّه تعالى على نعمة ينعم بها عليه، فإن اللّه - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -


(١) أخرجه البخاري (٦٥٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>