للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذلك العلاقة بين الجار وجاره، بين الأخ وأخيه، إلى غير ذلك من الأحكام الكثيرة.

* قوله: (مِمَّا يَذْكرُهُ الفُقَهَاءُ فِي أَوَاخِرِ كتُبِهِمُ الَّتِي يُعَرِّفُونَهَا بِالجَوَامِعِ).

الجوامع: جمع جامع، يعني ما تذكر في الجامع؛ حيث يذكرون في الجوامع الآداب والأخلاق، وما يتعلق بالآداب التي تكون بين المؤمنين، كما نجد أن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - عندما أرسل معاذًا إلى اليمن قال له: "اتق اللّه، وخالق الناس بخلق حسن" (١).

وجاء في الحديث الآخر: "اتق اللّه حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن" (٢).

وتعلمون ما للخلق الحسن من المنزلة الرفيعة؛ ولذلك جاء في الحديث: "أقربكم مني منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، الموطؤون أكنافًا" (٣).

والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" (٤). وفي رواية: "صالح الأخلاق" (٥). وفي رواية: "محاسن الأخلاق" (٦).

* قوله: (وَنَحْنُ قَدَ رَأَيْنَا أَنْ نَذْكُرَ أَيْضًا مِنْ هَذَا الجِنْسِ المَشْهُورَ مِنْهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَأَمَّا مَا يَنْبَغِي قَبْلَ هَذَا أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ السُّنَنَ المَشْرُوعَةَ العَمَلِيَّةَ المَقْصُودُ مِنْهَا هُوَ الفَضَائِلُ النَّفْسَانِيَّةُ).


(١) أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (٦/ ٥٥).
(٢) أخرجه الترمذي (١٩٨٧)، وحسنه الألباني في "المشكاة" (٥٠٨٣).
(٣) أخرجه الطَّبراني في "مكارم الأخلاق" (٦).
(٤) أخرجه تمام في "الفوائد" (٢٧٦).
(٥) أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٢٧٣).
(٦) أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "المسند" (٨٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>