للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحديث في هذا مما يطول، والإشارة تكفي لبيان ما وراءها من أمور كثيرة جدًّا.

قوله: (وَهِيَ الَّتِي يُقْصَدُ بِهَا طَلَبُ الفَضِيلَةِ الَّتِي تُسَمَّى السَّخَاءَ، وَتَجَنُّبُ الرَّذِيلَةِ الَّتِي تُسَمَّى البُخْلَ).

السخاء: هو ما يعرف بالكرم، وفي مقابله البخل الذي هو الإمساك؛ والسخاء ممدوح، والبخل مذموم، والسخي ممدوح، والبخيل مذموم، ولذلك نجد أن أكثر الناس جودًا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما طُلب منه شيء فقال للسائل: لا (١)، وكان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، وكان - صلى الله عليه وسلم - أشد جودًا من الريح (٢).

هذا هو قدوة المؤمنين، فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان جوادًا، ولذلك جاء في الحديث المتفق عليه أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا حسد (٣) إلا في اثنتين، رجل آتاه الله تعالى مالًا فسلطه على هلكته بالحق، ورجل آتاه الله سُبحانه وتعالى الحكمة قهو يقضي بها ويعلمها الناس" (٤)، وفي رواية: "العلم" (٥). والمراد ب (الحكمة) هنا: العلم.


(١) أخرجه مسلم (٢٣١١) عن ابن المنكدر سمع جابر بن عبد الله، قال: "ما سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا قط، فقال: لا".
(٢) أخرجه البخاري (٦)، ومسلم (٢٣٠٨) عن ابن عباس، قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسلة".
(٣) الحسد: أن يرى الرجل على أخيه نعمة، فيتمنى أن تزول عنه، وتكون له دونه. والغبطة: أن يتمنى أن يكون له مثلها، ولا يتمنى زوالها عنه. انظر: "النهاية" لابن الأثير (١/ ٣٨٣).
(٤) أخرجه البخاري (١٤٠٩)، ومسلم (٨١٦) عن عبد الله بن مسعود، يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا، فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة، فهو يقضي بها ويعلمها".
(٥) أخرجه أبو عوانة في "مستخرجه" (٣٨٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>