للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، يَقُولُ يَوْمَ الخَنْدَقِ: "شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاةِ الوُسْطَى: صَلاةِ العَصْرِ، مَلأ اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا" (١). وهذا نص صريح واضح قوي.

وكذلك يستدل أصحاب هذا القول بأدلة عامة، استنبط منها أن صلاة العصر لها مزايا خاصة بها؛ منها:

١ - عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ فَاتَتْهُ العَصْرُ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ" (٢).

٢ - عَن أَبِي مُوسَى عَبْدِاللهِ بْنِ قَيْسٍ الأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "مَنْ صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ" (٣)، يعني: الفجر والعصر.

٣ - عَنْ بُرَيْدَةَ الأَسلَمِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي غَزْوَةٍ، فَقَالَ: "بَكِّرُوا بِالصَّلَاةِ فِي اليَوْمِ الغَيْمِ، فَإِنَّهُ مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ العَصْرِ حَبِطَ عَمَلُهُ " (٤)، وفي رواية: "مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ" (٥).

٤ - "إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ، وَصَلَاةُ الفَجْرِ" (٦)، وفيه دليل للذين يقولون بأن الصلاة الوسطى هي: الفجر.

ويقول فريق آخر: هي صلاة الظهر، وأدلتهم كالآتي (٧):

١ - وعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي الظُّهْرَ


(١) أخرجه النسائي فى "الكبرى" (٣٥٨) وغيره عن زر، قال: قلنا لعبيدة سل عليًّا، عن صلاة الوسطى، فسأله؟ فقال: كنا نراها الفجر فسمعت النبي -صلى الله عليه وسلم-، يقول يوم الأحزاب: "شغلونا عن صلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم وأجوافهم نارًا".
(٢) أخرجه البخاري (٥٥٢)، ومسلم (٢٠١/ ٦٢٦) واللفظ له.
(٣) أخرجه البخاري (٥٧٤)، ومسلم (٢١٥/ ٦٣٥).
(٤) أخرجه ابن ماجه (٦٩٤) وغيره، وضعفه الألباني في "إرواء الغليل" (٢٥٥).
(٥) أخرجه البخاري (٥٥٣).
(٦) تقدَّم تخريجه.
(٧) يُنظر: "الأوسط" لابن المنذر (٣/ ٦٢) قال: "وقد اختلف أهل العلم في الصلاة الوسطى فقالت طائفة: صلاة الوسطى صلاة العصر … وفيه قول ثان وهو أن=

<<  <  ج: ص:  >  >>