للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالوا: ليست زائدة؛ فيدل على أن الصلاة الوسطى صلاة أُخرى غير صلاة العصر.

وخالفهم أصحاب القول الأول، فقالوا هي: زائدة، ومعنى هذا أن الصلاة الوسطى هي: العصر.

وروي أيضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: كَتَبْتُ مُصْحَفًا لِأُمِّ سَلَمَةَ فَأَمْلَتْ عليّ: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى صَلَاةِ العَصْرِ) (١)، بدون "الواو".

وبقول فريق آخر: هي صلاة المغرب (٢).

واستدلوا على ذلك بأنها جاءت وسطًا بين الصلوات في عدد الركعات.

وذكروا أيضًا أن صلاة الظهر هي الأولى، وصلاة العصر هي الثانية، وصلاة المغرب هي الثالثة فهي الوسط، وتكون صلاة العشاء الرابعة، وتكون صلاة الفجر الخامسة، ومعنى هذا أن الصلاة الوسطى هي: الفجر (٣).


(١) أخرجه ابن أبي داود في "المصاحف" (ص ٢١٨) عن عبد الله بن رافع قال: كتبت مصحفًا لأمِّ سلمة فأملت عليَّ: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر).
(٢) وهو قول قبيصة بن ذويب وابن قتيبة وقتادة.
قال البيهقي في "الكبرى" (١/ ٦٧٥): "وروي عن قبيصة بن ذويب وهو من التابعين أنها صلاة المغرب". وانظر: "مواهب الجليل" للحطاب (١/ ٤٠٠).
(٣) قال ابن قدامة في "المغني" (١/ ٢٧٥): "وقيل: هي المغرب؛ لأن الأولى هي الظهر، فتكون المغرب الثالثة، والثالثة من كل خمس هي الوسطى؛ ولأنها وسطى في عدد الركعات، ووسطى في الأوقات؛ لأن عدد ركعاتها ثلاث، فهي وسطى بين الأربع والاثنين، ووقتها في آخر النهار وأول الليل، وخصت من بين الصلاة بأنها وتر، والله وتر يحب الوتر، وبأنها تصلى في أول وقتها في جميع الأمصار والأعصار".

<<  <  ج: ص:  >  >>