للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول فريق آخر: هي صلاة العشاء (١).

ومن العلماء من قال بأن الصلاة الوسطى هي صلاة العشاء.

وبقول فريق آخر: هي صلاة الفجر (٢).

ويستدلون بأدلتهم عامة مشتركة مع صلاة العشاء أو العصر؛ مثل:

١ - قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ، وَصلَاةُ الفَجْرِ" (٣).

وقالوا: هذا تنصيص على أهمية صلاة الفجر.

٢ - وعَن أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْس الأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "مَنْ صلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ" (٤)، يعني: الفجر والعصر.


(١) وممن ذكر أن صلاة العشاء هي الصلاة الوسطى أحمد بن علي النيسابوري، يُنظر: "مواهب الجليل" للحطاب (١/ ٤٠٠) قال: وقيل: هي العشاء ذكره أحمد بن علي النيسابوري. وانظر: "المجموع" للنووي (٣/ ٦١)، و"المغني" لابن قدامة (١/ ٢٧٥ - ٢٧٦).
(٢) وهو المشهور عند المالكية، ونص عليه الشافعي:
مذهب المالكية، يُنظر: "مواهب الجليل" للحطاب (١/ ٤٠٠) قال: "وأما قوله وهي الوسطى فأشار به إلى أن صلاة الصبح هي الصلاة الوسطى، وهذا قول مالك وهو المشهور وهو قول علماء المدينة".
وقول الشافعية، يُنظر: "نهاية المطلب" للجويني (٢/ ٦) قال: "وقد اختلف العلماء في الصلاة الوسطى، فالذي اختاره الشافعي أنها صلاة الصبح؛ فإنها محتوشة بصلاتين ليلتين قبلها، وصلاتين نهاريتين بعدها، وهي حرية بمزيد الاستحثاث، من حيث إن وقتها يوافي الناس وأكثرهم في غمرات النوم والغفلات. ثم الذي ذكره الشافعي وإن كان ظاهرًا، فهو مظنون، والذي يليق، بمحاسن الشريعة، ألا تتبين على يقين؛ حتى يحرص الناس على جميع الصلوات، حتى توافق الصلاة الوسطى، كدأب الشريعة في ليلة القدر. وقد ورد خبر في غزوة الخندق يدل على أن الصلاة الوسطى هي: صلاة العصر والله أعلم".
(٣) تقدَّم تخريجه.
(٤) تقدَّم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>