للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لو يعلم الناس ما في النداء، والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا (١) عليه" (٢)، أي: لو يدرك الناس قيمة الأذان ثم لم يجدوا إلا أن يقرعوا بينهم لتسابقوا إلى ذلك.

٢ - ويقول أيضًا - صلى الله عليه وسلم -: "المؤذون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة"، وهذا حديث صحيح أيضًا (٣).

وهذا دليل على فضل المؤذنين، وأن أعناقهم ترتفع فوق الناس يوم القيامة، وما أحوج المرء أن يكون رافعًا عنقَه في ذلك اليوم العظيم.

٣ - وفيما رواه أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا كنت في غنمك، أو باديتك فارفع صوتك بالأذان؛ فإنه لا يسمع صوت المؤذن إنس، ولا جن، إلا شهد له يوم القيامة" (٤).

ومن هنا وقع خلاف بين العلماء: أيهما أفضل: الإمامة في الصلاة، أم الأذان؟

قال بعض العلماء (٥): إن الإمامة أفضل، واستدلوا بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم -


(١) "لاستهموا"، أي: يقترعوا بالسهام. انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (٢/ ٢٢٩).
(٢) أخرجه البخاري (٦١٥)، ومسلم (٤٣٧).
(٣) أخرجه مسلم (٣٨٧).
(٤) أخرجه البخاري (٦٠٩).
(٥) هو مذهب الحنفية والمالكية.
يُنظر: "الدر المختار" (١/ ٥٩٤) حيث قال: "هي أفضل من الأذان".
ويُنظر: "مواهب الجليل" للحطاب (١/ ٤٢٢) حيث قال: "والمشهور أن الإمامة أفضل".
وهو أحد الوجهين عند الشافعي، ورواية عن أحمد.
يُنظر: "الحاوي الكبير" للماوردي (٢/ ٦٢) حيث قال: "اختلف أصحابنا أيهما أفضل … على وجهين أحدهما: أن الإمامة أفضل من الأذان".
ويُنظر: "المغني" لابن قدامة (١/ ٢٩٢) حيث قال: "واختلفت الرواية، هل الأذان أفضل من الإمامة، أو لا؟ فروي أن الإمامة أفضل".

<<  <  ج: ص:  >  >>