للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (إِحْدَاهَا: تَثْنِيَةُ التَّكْبِيرِ فِيهِ وَتَرْبِيعُ الشَّهَادَتَيْنِ وَبَاقِيهِ مُثَنًّى، وَهُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ المَدِينَةِ مَالِكٍ، وَغَيْرِهِ، وَاخْتَارَ المُتَأَخِّرُونَ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ التَّرْجِيعَ (١)، وَهُوَ أَنْ يُثَنِّيَ الشَّهَادَتَيْنِ أَوَّلًا خَفِيًّا، ثُمَّ يُثَنِّيهمَا مَرَّةً ثَانِيَةً مَرْفُوعَ الصَّوْتِ).

" تثنية التكبير" أن يقول: "الله أكبر الله أكبر" وتربيع الشهادتين أن تقول: "أشهد ألا إله إلا الله" أربع مرات، وكذلك: "أشهد أن محمدًا رسول الله" أربعًا، المرتان الأولتان سرًا بصوت منخفض، ثم يعيدهما بعد ذلك جهرًا ليُسمِع غيره، وهذا الذي اختاره المالكية في إحدى روايات أبي محذورة، وكذلك اختاره الشافعية إلا أنهم أخذوا برواية تربيع "الله أكبر"، أي: أن يقول: "الله أكبر" أربع مرات؛ فتكون ألفاظ الأذان عند المالكية: سبع عشرة كلمة، والشافعية: تسع عشرة كلمة، وعند الحنفية والحنابلة: خمسة عشر كلمة كما مضى آنفًا (٢).

• قوله: (وَالصِّفَةُ الثَّانِيَةُ: أَذَانُ المَكِّيِّينَ، وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ) (٣).

يقصد بأذان المكيين: أذان مكة.

والشافعي هو أحد الأئمة الأربعة، ولا يفهم أنه من أهل مكة، وإنما أخذ أذان المكيين، فالشافعي كما هو معلوم من فلسطين، وجاء إلى العراق، وبقي به فترة، ثم بعد ذلك ذهب إلى مكة، وألقى دروسه في المسجد الحرام، وذهب إلى اليمن، وآخر حياته ألقى عصا التسيار (٤) في مصر، أي: انتهت به الحياة أن أقام بمصر، وأخذ يلقي دروسًا، وتخرج


(١) تقدَّم ذلك.
(٢) تقدَّم أول المسألة.
(٣) تقدَّم.
(٤) ألقى عصا التَّسْيار: كلمة تقال للرجل إِذا أقام بمكان بعد أن جال في البلاد. انظر: "مختار الصحاح" للرازي (ص: ١٥٩)، و"شمس العلوم" لنشوان الحميري (٢/ ٩٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>